|
עמוד:240
عرفت شفاعمرو منذ الفترة الرومانية ؛ فقد كانت بلدة يهودية صغيرة ، سكنها السنهدرين . ولا توجد آثار تذكر من تلك الفترة سوى مقبرة قديمة ازدهرت في الفترة البيزنطية . وقد عثرت سلطة الآثار على خمسة قبور منحوتة في الصخر مزخرفة ، رويت حولها روايات مختلفة . يعتقد بعض الباحثين أن هذه القبور يهودية تعود إلى الفترة الرومانية ، ويعتقد آخرون أنها قبور مسيحية تعود إلى الفترة البيزنطية . من الصعب معرفة وتحديد إذا ما كانت قبورا يهودية أو مسيحية ، رغم وجود زخارف منقوشة عليها . لا توجد آثار تاريخية تشهد لشفاعمرو في الفترة العربية الأولى ، لكن ، عادت واشتهرت في فترة الصليبيين حيث أقام صلاح الدين الأيوبي إحدى قياداته فيها ، وبقي فيها حتى عام 1190 م . بقيت شفاعمرو بأيدي الصليبيين حتى القضاء على مملكتهم عام ، 1291 وكان معظم سكانها من المسيحيين ، والدليل على ذلك وجود كنيسة كبيرة من تلك الفترة كانت مكرسة للشهيد القديس " فوكاس " ، وقد أعادت راهبات الناصرة بناءها عام . 1866 7 كانت شفاعمرو في فترة المماليك من أشهر قرى ولاية عكا . وفي الفترة العثمانية ، اتخذها ظاهر العمر الزيداني أحد مراكز حكمه ، وقد أقام فيها ابنه عثمان خلال عامي ، 1796 و 1768 فبنى الأخير في شفاعمرو قلعة " السرايا " ، على آثار قلعة صليبية . تقع القلعة على الطريق الواصل بين عكا وطبريا . وقد أعد الطابق السفلي ليكون إسطبلات للخيل ، ويتسع لحوالي 400 حصان . أما الطابق العلوي ، فاستخدم مسكنا لعثمان ظاهر العمر . في إحدى زوايا القلعة ، عثر على مقصلة ؛ وهذه إشارة إلى أن القلعة استخدمت مركزا للإدارة والحكم ، ومعاقبة المتمردين . ويوجد حول القلعة أربعة أبراج للمراقبة ، بقي منها برج واحد فقط . خلال القرن التاسع عشر ، تهدم القسم الجنوبي للقلعة ، أما القسم الشمالي ، فلا يزال ثابتا حتى اليوم . 8 قليلة هي بلداتنا العربية التي سكنها مواطنون ينتمون إلى ثلاث ديانات وأكثر . ومدينة شفاعمرو هي إحدى المدن التي يسكنها مواطنون من ثلاث ديانات ، بعد أن سكنها في الماضي أربع . فقد عرفت شفاعمرو عبر العصور التاريخية بأنها مدينة التسامح والتآخي بين جميع الناس على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم ، فقد سكنها اليهود قبل حوالي ألفي عام ، وآخر عائلة يهودية غادرت شفاعمرو في مطالع القرن العشرين .
|