עמוד:105
4 حتى في أيامنا هذه ، رغم التطور الكبير في ميدان المعالجة بالمواد الكيميائية ، ظل التداوي بالأعشاب طريقة مستعملة على نطاق واسع ، وهو يشهد عودة واسعة إليه بعد أن أعلنت بعض النتائج الضارة للإكثار من استعمال الأدوية الكيميائية ، وما زال الكثيرون يتمسكون بمثل هذه الوصفات الطبية من الأعشاب ، فحالما يتشكى أحدهم من ألم في بطنه أو رأسه ، أو أي عضو آخر ، يسارعون بتوجيهه إلى بعض الأعشاب ، واصفين له مميزاتها وكيفية استعمالها . 5 نعرض بعضا من هذه النباتات ومواصفاتها الطبية التي ما زالت حتى يومنا هذا الأكثر شعبية كوصفات علاجية لمختلف الأمراض ، ونعرض بعضا من النباتات السامة بل والقاتلة . إكليل الجبل 6 وله مسميات أخرى كحشيشة العرب ، وحصا اللبان ، وهو نبات احتل مكانته الرفيعة منذ القرن السابع عشر ، عندما لاحظت إيزابيل ، ملكة هنغاريا آنذاك ، أن وجهها متغضن بعد أن بلغت السبعين من عمرها ، فشربت نقيع هذه النبتة ، فاستعادت صحتها وشبابها . وإكليل الجبل ، يؤثر على الجهاز العصبي ، فينشط المنهكين ، ويقوي الذاكرة ، ويرفع معنويات المحبطين . ويمكن أن يبدأ استعماله الطبي لحظة قطافه الذي يستمر طيلة أيام السنة ، حيث يغطي هضاب المناطق الحارة ، ومن خصائصه الأخرى أنه مضاد للتشنج ، منبه ، منشط ، وشاف للجروح . الزعرور 7 عدد كبير من الشعراء والكتاب أتوا على ذكر الزعرور في كتاباتهم ، وكثير منهم أشادوا به وبأسمائه ، كالشوكة البيضاء ، وشوكة أيار . رغم شوكه الكثير والحاد ، يظل بالنسبة للجميع رمزا للجمال واللطف . اعتمد منذ القدم كمادة غذائية ، وهذا ما تدل عليه بذوره التي وجدت في آثار المدن القديمة ، وكانت ثمراته الحمراء تستعمل كمدر للبول . حديثا ، تبينت لأحد الأطباء الأمريكيين فائدة مهمة له في مداواة بعض الأمراض القلبية ، ومن خصائصه الأخرى أنه مضاد للتشنج ، مقاوم للحمى ، خافض للضغط ومهدئ .
|