עמוד:228
››››››› كامبريدج - الجامعة المدينة 1 حالما تنزل من الحافلة التي تأخذك إلى قلب مدينة كامبريدج ، تجد أحضان الطبيعة البكر تستقبلك ، ابتداء بالحشائش الخضراء الممتدة إلى آخر النظر وانتهاء بالأفق الذي يتداخل فيه الغيم بألوان الشجر والسماء . تسأل سائق الحافلة عن مكان الجامعة ، مفترضا أنه يعلم أنك تقصد جامعة كامبريدج ، فيرد ضاحكا : أي جامعة ؟ مشيرا إلى أن الجامعة بكل كلياتها موزعة على كلِّ أنحاء المدينة الصغيرة الكبيرة ! 2 وهنا ، تبدأ رحلتك في اكتشاف هوية المدينة التي وإن كنت تعرف اسمها ، إلا أنك توقن أن لها وجوها عديدة مخفية عن كل العابرين بها . ولن يهمك أن تعرف إن كان وجه من وجوهها يعبر عن هويتها أكثر من غيره . وإن كنت ستتفحص تاريخها المتجسد في تخطيطها العمراني ومعالمها الأثرية ، إلا أنك ستفتن أكثر بأسرار أزقتها الصغيرة والقصص التي تجوب أنحاءها ، لكن أحدا لم يتجرأ على سردها عنها . قد تتكشف لك هوية المدينة في طبيعتها وحدائقها الرحيبة ، وقد تتجلى في أسواقها الشعبية ومنتجاتها التقليدية ، وقد تتمثل أمامك في فنونها الشعبية وآدابها الكلاسيكية . لكن الهوية الحقيقية للمدينة تتجسد في الصورة التي تبقى في ذاكرتنا عنها . 3 إن الصورة الأجمل لمدينة كامبريدج هي في دراجاتها الهوائية ذات السلال الشاعرية ، التي تعيدك إلى أفلام الريف البريطاني القديمة . وقد تعتقد لوهلة أن تلك الدراجات هي وسيلة مواصلات للطلاب فقط ، لأنها قد تسهل لهم التنقل بين مباني الكليات دون أن تكلفهم الكثير من المال أو الوقت . لكنك ستتفاجأ حينما ترى المدرسين وأصحاب الأعمال يقودون دراجاتهم وهم بكامل أناقتهم ! كما أنك سترى الدراجات تسير على نفس خطوط سير السيارات من دون إعطاء أي أفضلية لسائقي السيارات . ولا أجمل من رؤية الدراجات الهوائية جاثمة خلف المباني التاريخية المهيبة ، وكأنها تتكئ على التاريخ بلا اكتراث طفولي ! ››››››› 1 ثمة شخصيات صنعت التاريخ ، نتحدث عن بعضها . 2 نتحدث عن مؤسسة تعليمية قمنا بزيارتها وترك ت فينا أثرا .
|