עמוד:34
›››› ›››› ››› العمل التطوعي العمل التطوعي ، هو عمل اجتماعي إرادي لا يراد به الربح ، يتقدم به الفرد طوعا بدون مقابل أو أجر مادي ، منطلقا من قناعاته الشخصية ، ومبادئه الخاصة ، ومدفوعا باحتياجات مجتمعه الضيق ، أو حاجات المجتمع البشري بشكل عام ، في أي مكان وأي زمان ، فالنشاط التطوعي هو نشاط إبداعي خلاق يشكل في كثير من البلدان دافعا من دوافع التنمية والتطور بشتى المجالات : الاقتصادية ، الاجتماعية ، الثقافية وغيرها . إن نظرة قريبة وفاحصة للمجتمعات في الدول المتقدمة ، تكشف لنا الدور الذي يقوم به العمل التطوعي في تنمية هذه المجتمعات ، وتحقيق كل الإنجازات التي بات المجتمع بحاجة إليها ؛ فلا غنى لأي مجتمع عن العمل التطوعي ، لأننا بهذا النوع من العمل ، نستنهض الطاقة الكامنة للعمل دون كلل . ك ما أن الممارسة المدروسة للعمل التطوعي تعزز تجربة الفرد ، وتعمل على زيادة التماسك واللحمة بين الأفراد ، وتقوي قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين ؛ فتحد من الانطواء ، وتنمي الحس الجماعي ، وتوطد أواصر المحبة والتعاون والانسجام بين أفراد المجتمع ، وتربي النشء على إنكار الذات ، والتفاني في بذل العطاء دون مقابل مادي خدمة لمجتمعهم . مر العمل التطوعي على مدى التاريخ الإنساني ، بتقلبات وتحولات في إطاره العام ، وطبيعة الإطار الذي يمارس فيه ، مع بقاء جوهره الأصلي على حاله ، فقد كان العمل التطوعي حتى منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم ، محصورا في العمل غير المنظم الذي تستدعيه الكوارث الإنسانية أو الظروف الاستثنائية ، ومنذ ذلك الوقت ، اتخذ شكلا أكثر تنظيما ، وتحرر من قيود المكان والزمان . حدث ذلك عندما بدأت الدول الغربية ، بتوظيف المتطوعين ضمن مشاريع التنمية فيها ، ثم جاءت الأمم المتحدة لترسي مبادئ العمل التطوعي في الدول الأعضاء؛ فانتشرت ثقافة العمل التطوعي في المجتمعات ، خاصة في الدول الفقيرة ، حيث الحاجة ماسة والظروف قاهرة ، والموارد محدودة ، إذ تفتقر تلك المجتمعات إلى الخبرات اللازمة للنهوض والتنمية وتحقيق الرفاه لأبنائها ، فيأتي العمل التطوعي ليساعد في تجاوز هذه التحديات ، وتوفير الإمكانات المطلوبة ، من خلال تجنيد القدرات الإنسانية : المادية والمعنوية لدى الأفراد والمؤسسات .
|