|
עמוד:151
وبالتفعيل الحركي في معظم الأحيان ؛ مما يستدعي أن تكون لغة هذه الأغنية بسيطة ، لتتفاعل معها النفوس دون عوائق ، وموسيقاها بعيدة عن التعقيد ، وصنعتها مستملحة وجذابة من غير تكلف . 3 يجد الباحثون صعوبة في تحديد زمن دقيق لنشوء الأغاني الشعبية ، ومع ذلك يعتقد معظمهم أنها بدأت كترانيم وتسابيح طقسية ، تدخل ضمن منظومة الممارسات العقائدية ، لذلك وجدت مع وجود الإنسان . هذا بدوره يتناسب مع الاعتقاد السائد بأن آلة العود الموسيقية هي من صنع حفيد أبي البشر ، لامك بن قاين بن آدم ، وتعتبر أغاني العمل المنتشرة إلى يومنا هذا أقدم صورة متطورة عن تلك الترانيم ، ومنها انبثقت الأنماط الأخرى . كذلك من المرجح أن مؤلف الأغنية هو فرد مبدع بعينه ، ولكن انتقالها إلى الاستخدام الشعبي جعلها تبدو في زي مختلف كثيرا أو قليلا عن الزي الأصلي ، مما أفقدها صلتها المباشرة بمؤلفها . 4 تمتاز الأغنية الشعبية ، بالإضافة إلى سهولة اللغة ورقة الألفاظ ، ببساطة الموسيقا ، وعفويتها . والأغنية الشعبية أكثر الأنواع الشعبية جلبا للمتعة والطرب بواسطة موسيقاها ، وهي أغنى تلك الأنواع ، إذ تجمع بالإضافة إلى الكلمة والبلاغة والشكل ، عنصر اللحن ، مما يتكافل مع سائر العناصر الأخرى في الوصول بالتعبير إلى أقصاه ، وتحقيق المتعة ، والتأثير على الفرد في حالاته النفسية والاجتماعية الخاصة . وتبلغ الأغنية الشعبية في مجال التأثير ، شأوا 4 لا يبلغه فن شعبي سواها ، لذلك يكثر تردادها في معظم الطقوس التي ترافق الفرد من ميلاده إلى مماته ، كما يتم استدعاؤها بكثافة في اللحظات الانفعالية والأشد حساسية وخطورة في حياة الفرد . 5 أما بالنسبة إلى أنماط الأغاني الشعبية فهي عديدة ، شكلا وممارسة ، وبعضها يمتد تاريخه إلى آلاف السنين . من أهم هذه الأنماط : المهاهاة ، العتابا ، الميجنا ، الدلعونا ، يا ظريف الطول ، وغيرها الكثير ، وكل أغنية منها هي قالب كامل ومستقل ، بل هي صنف بحد ذاته . . 4 مكانة
|