עמוד:106
رحلتي من الغربةإلى بلدي 1 قبل مغادرتي روشيا وصلبي من إخوتي في أمريكا مبلغ من المال يوازي 300 روبل . إنه لأضخْم ثروة احتواها جيبي حتى ذلك الحين . وقد عرف بالأمر رفيقي ميخْائيل إشكبدر الذي كان هو الآخر مزمعا على السَفر إلى الوطن . فتهلل مثلما تهللت ورحبا نمبي نفسَيبا برحلة موفورة الراحة والبهجة . 2 بلغبا المحطة قبل موعد القطار بعشر دقائق ، وكانت المحطة تسَتعد لاشتقبال قطارين ، أحدهما من الغرب ، والآخر من الشرق ـ وهو الذي شبركبه إلى أوديسَا الواقعة على شاحل البحر الأشود لببحر مبها إلى بيروت . وكان الركاب كثرة ، وقد انتظموا صفين طويلين لابتياع تذاكر السَفر ، فاقترح رفيقي أن يهتم هو بشحن الحقائب وأن آخذ أنا مكاني في الصف المباشب فابتاع تذكرتين لي وله . وجاء دوري ، فطلبت تذكرتين إلى أوديسَا ، وناولبي البائع التذكرتين وحدد الثمن . وعبدما مددت يدي إلى جيبي ولم أقع فيها على حافظة نقودي رحت أفتش جميع جيوبي ، وطال تفتيشي ، فتضايق بائع التذاكر وطلب مبي أن أتبحى جانبا فلا أؤخر الذين من خلفي ، فتبحيت ، ووقفت كالمصعوق دقيقة أو دقيقتين وأنا لا أدري ماذا أفعل . حقائببا لا شك ، باتت في القطار . فكيف شبعود إلى السَمبار ? وبيببا وبين القطار دقيقة لا أكثر ، أين أنت يا ميخْائيل إشكبدر ? 3 وجاء رفيقي فأخبرته بما كان ، وشألته إذا كان يملك من المال ما يكفيبا للوصول إلى بيروت . لم يكن لديبا الوقت للتفتيش عن الحافظة المفقودة . ولكم سري عبي عبدما عاد رفيقي وفي يده التذكرتان وقال ملهوفا هيا ببا ! ... قفزنا إلى القطار وكانت عجلاته قد أخذت تتحرك ، وتحدثبا طويلا في الكارثة التي نزلت ببا . فقال رفيقي إنبي وقعت ضحية نشال ، ولم أكن من قبل قد شمعت عن البشالين ، فكان ذلك أول عهدي بهم .
|