עמוד:148
البصوص الجامدة إلى نزهة في ضوء القمر . ومن حسَن حظي أنبي كبت من بين التلاميذ الذين تعهد َ َ هم هذا الشاعر وأخذهم معه في نزهاته القمرية ودلهم على الغابات المسَحورة التي يسَكن فيها الشعر . الأسماك 16 حين كانت طيور البورس تلحس الزبد الأبيض عن أقدام السَفيبة المبحرة من بيروت إلى إيطاليا ، في صيف عام ، 1939 وفيما كان رفاق الرحلة من الطلاب والطالبات ، يضحكون ويتشمسَون ويأخذون الصور التذكارية على ظهر السَفيبة ، كبت أقف وحدي في مقدمتها ، أدمدم الكلمة الأولى من أول بيت شعر نظمته في حياتي . 17 أذهلتبي المفاجأة . قفز البيت الأول من فمي كأنه شمكة حمراء تبط من أعماق الماء بعد دقيقتين قفزت السَمكة الثانية ، وبعد عشر دقائق الثالثة ثم الرابعة ثم الخْامسَة ثم العاشرة . ط ِ رت فرح ً ا باختلاج السَمك الأحمر والأزرق والذهبي في فمي . ما عدت أعرف ما أفعل . كيف ألتقط السَمك المرتعش ? أين أضعه ? ماذا أطعمه ليبقى حيا ? 18 نزلت بسَرعة إلى حجرتي في السَفيبة . وللمرة الأولى ، وفي شن السَادشة عشرة ، وبعد رحلة طويلة في البحثُ عن نفسَي نمت شاعرا . 19 نشرت مجموعتي الشعرية الأولى في أيلول ، 1944 نشرتها من مصروف جيبي وكانت الطبعة الأولى مبها 300 نسَخْة فقط ، طارت في شهر . وفتحت الضوء الأخضر أمام ألوف من الشبان والشابات ليعبروا إلى الرصيف الثاني حيثُ كانت الحرية في انتظارهم . هذه المجموعة كانت الشرارة الأولى التي أطلقتبي والمفتاح إلى شهرتي . نزار قباني ، قصتي مع الشعر . ص 65 - 64 ، 47 - 30 ، 28 - 25 ، 8 - 7 ، 5 ) بتصرف (
|