עמוד:182
5 نحكم ، على قيمة التعليم ، من قدرته على إخراج صفات عقلية ، من العدم ، فإنه لا يكون ، أمام معاهد التعليم ، من رياض الأطفال إلى الجامعة ، إلا أن تغلق أبوابها ، فيتعطل جميع المشتغلين بالتعليم " . ويرى جوزيف بوليتزر ، كذلك ، أن الصحافة هي أكثر المهن حاجة إلى أوشع المعارف ، وأعمقها ، ويسَأل هل يصح أن تترك هذه المهبة ، ذات المسَؤوليات الكبيرة ، تمارس من دون أي تأهيل مبتظم . وجدير بالذكر أن بوليتزر أوصى ، عبد وفاته ، بمليونين ونصف مليون دولار ، لتأشيس مدرشة صحافة ، وإنشاء جوائز شبوية باشمه لأحسَن إنتاج في مجال الصحافة والأدب . وهباك من يقول : إذا كان لا بد للجامعات من أن يكون لها دور معلوم في التدريب المهبي للصحفيين ، فليكن ذلك على المسَتوى الفوق الجامعي . ومن أصحاب هذا الرأي ، توم هولكبيسَون ، الذي عمل رئيسَا لتحرير صحيفة بيكتشربوشت ، من 1940 إلى ، 1950 وأصبح فيما بعد ، مديرا لمركز الدراشات الصحفية ، في جامعة كارديف البريطانية . 8 جرت أولى المحاولات لتدريس الصحافة في داخل " واشبطون كوليج " ، عام ، 1869 وبعد شبوات قلائل ، درشت مادة صف الحروف والاختزال ، وكان يقوم ، بتدريس المادتين ، رئيس تحرير جريدة " لكسَبفتي جازيت " ، وكان الطلبة يعملون في تحرير المواد ، وأعمال المطبعة . وبعد ذلك غزت فكرة تدريس الصحافة كثيرا من العقول ، وانتشرت ، في أنحاء الولايات المتحدة ، على الرغم من أن الصحافة كانت في أطوارها الأولى ، وكان لكل واحد ، من القائمين على هذه الدراشة ، طريقته الشخْصية في التدريس . وتضمبت مباهج الدراشة : تاريخ الصحافة ، وإصدار الصحف ، وقانون القذف ، والإدارة ، ومحاضرات عن أهم القضايا العالمية ، في الداخل والخْارج ، ودراشات تطبيقية ، في التحرير بأنواعه ، إلى جانب المحاضرات العملية ، التي كان يلقيها أرباب هذه المهبة ، وتتضمن ملاحظاتهم وخبرتهم وتجاربهم . 9 أما في أوروبا ، فكانت الصحافة هي مهبة الأدباء ، ثم بدأت الموضوعات الصحافية تهتم بالبواحي الاجتماعية ، والتاريخْية والاقتصادية ولم تهتم ، في بادئ الأمر بالبواحي الفبية العملية ، فلما اندلعت شرارة الحرب العالمية الأولى ، ظهرت أهمية الصحافة ، في نشر الأنباء ، مما دعا إلى الاهتمام بمباهج التدريس على أشس مخْتلفة . 10 يتضمن جوهر الفن الصحفي ، مزيجا إبداعيا من فن التحرير الصحافي ، أو الكتابة بلغة تباشب الصحافة كوشيلة ، وتتسَق مع شمات جمهورها ، والتصوير الصحافي ، والرشوم اليدوية بأنواعها السَاخرة ، والتوضيحية والتعبيرية ، وفن الصور الصحفية والرشوم ، ثم الفن الإعلاني ، وأخيرا ، فن الإخراج الصحافي ، الذي يتولى عملية الإبراز والتبسَيق والجذب ، للمادة الصحافية ، وللمادة الإعلانية وتكوين شخْصية للصحيفة .
|