עמוד:164
6 وخرجت عن المألوف في تجربتك الشعرية برمتها ، شكلا ومضمونا ، ورأي البقاد العرب والأجانب في هذه المسَألة معروف ومثبت في أكثر من مصدر ومرجع . 7 أراد لك والداك أن تكون طبيبا أو محاميا أو مهبدشا . وأردت لبفسَك صهوة الكلمة وجباحي الشعر . ويوم صدرت مجموعتك الشعرية الأولى " مواكب الشمس " في العام ، 1958 وقف والداك موقفا محايدا . 8 وفي صبيحة أحد الأيام زاركم صديق والدك وزميله في العمل البلدي ورفيقه في رحلات الصيد ، لبيب جاكي الحبا . كان والدك قد ارتدى ثيابه مسَتعدا لمغادرة المبزل مع صديقه ، وفجأةـ التفت إليك عمك لبيب : " قرأت ديوانك وأنا أحييك رغم تحفظي من الخْط الذي تحمله . وبالمباشبة ، هل عبر لك أبو القاشم عن رأيه ? " 9 وقبل أن يسَمع إجابتك هرع لبيب الجاكي إلى والدك وأخرج من جيب جاكيته الداخلي نسَخْة من الديوان ، وراح يلوح بها : " جببا أبوك وهو يقرأ ويفاخر ويتباهى عليبا ! في حضورك يعارضك مثلي . أما في غيابك ، فيعتبرك خليفة المتببي ! " . 10 ضحك الجميع . واقتربت أنت لتحضن والدك ولتقول : " لن أخيب أملك يا أبا القاشم . شأكون دائما عبد حسَن ظبك إن شاء الله " . وكانت الوالدة ترمقكما باعتزاز واضح ! السَاعة الثانية بعد مبتصف الليل 13 / 10 / 2005 الرامة شميح القاشم ، إنها مجرد مبفضة ( سيرة )، 2001 ) بتصرف (
|