עמוד:22
بالإضافة إلى قوانين المحمية ، إليكم بعض الملاحظات الإضافية : ينبغي أخذ الحيطة والحذر عند بدء المسار ، إذ قد نكون معرضين للانزلاق ، لذا يجب انتعال حذاء رياضي مناسب ، وارتداء ملابس واقية ، لأن الجو داخل هذہ المغاور بارد حتى عندما يكون الطقس مشمسا في الخارج . ينبغي أن نتزود بالأكسجين ، خصوصا الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو؛ لأن الجو رطب . في بعض هذه المغاور يسمح بالتصوير ، وفي بعضها الآخر يمنع حفاظا على الشكل الطبيعي . كما وعدتكم في بداية رحلتنا الافتراضية ، سنذهب ونكتشف جمال هذه المغاور . نصل الآن إلى إحدى أجمل المغاور في العالم التي رشحت لنيل لقب إحدى عجائبالدنيا السبع ، ألا وهيمغارة"جعيتا" في لبنان . المغارة العليا انطلقت بنا السيارة شمالا من قلب بيروت حتى قطعنا مسافة عشرين كيلو مترا ، وصعدنا قليلا ً حتى دخلنا ساحة وقوف للسيارات في سفح جبل كثيف الخضرة . قطعنا تذاكر الدخول وعبرنا البوابة إلى محطة المعبر الهوائي " تلفريك . " هناك ركبنا في إحدى عرباته المعلقة الصغيرة الجميلة ، ذات النوافذ الزجاجية التي تسمح لنا برؤية المنظر البديع من كل الجهات . انطلق المعبر الهوائي فصرنا نتحرك معلقين في فضاء الوادي العميق الأخضر ، وتحت ظلال الجبل الشاهق المكسو بخضرة النباتات الكثيفة والأشجار المزدهرة . كانت عربات المعبر الهوائي تتحرك متتابعة في صعود . مررنا بمبنى صغير أنيق أبيض ، سقفه مغطى بالقرميد الأحمر . عرفنا أن المبنى هو استراحة تم تشييدها حديثا . وكانت محطة الوصول العالية حديثة البناء أيضا . ومنها انطلقنا إلى مدخل المغارة العليا . سرنا في نفق طوله 120 مترا تسمع فيه موسيقا مغمورة بزقزقات آلاف العصافير . وفجأة صرنا في قلب المغارة ، فهتفنا من شدة الروعة هامسين : " يا لله ! " رأينا معجزة من معجزات الله في الطبيعة داخل الجبل الذي كنا في قلبه . المغارة
|