|
עמוד:49
المستشفى الجديد في الموضع الذي قل فيه تعفن اللحم . بهذه المشورة الذكية يمكن القول إن الرازي وضع أسس علم البيئة . لم يكن المستشفى الذي أقيم في بغداد وفق مشورة الرازي مستشفى فحسب ، بل كان جامعة علمية أيضا ، وكلية للطب على أعلى مستوى . مضى الرازي يدرس الطب . لقد أصبح الرازي مرجعية علمية لا مثيل لها ، ليس في بغداد وحدها ، بل في العالم كله أيضا ، ولعدة قرون متتالية ، فكان معجزة الطب عبر الأجيال . ظل الرازي حجة في الطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر . وقد وصفه العلماء والأطباء الأوروبيون بأنه كان عالما تجريبيا ، واعتمد على الاختبارات والتجارب لفهم الطب . وكان يميل إلى العمل الدقيق ، والوصف الشامل ، حتى أننا نستطيع الآن إجراء كل تجربة بناء على وصفه الشامل والدقيق . أما عن شهرته في الطب فقيل : " إن الطب كان ميتا حتى أحياه " جالينوس ، " ومتفرقا حتى جمعه الرازي ، وناقصا حتى أتمه ابن سينا ، " فقد كان الرازي واسع المعرفة في الطب ، وألف قرابة 224 كتابا في الطب والفلسفة . الكثير منها كان مجرد تجميع لمواد متفرقة .
|