עמוד:82
وأغصان الأشجار اليابسة ، وانتهاء بالبنانير الزجاجية الملونة . أجمل ما كان فيها هو أن لكل حارة تميزها وتفردها بلعبة . تميزت حارتنا الشرقية بلعبتين تدلان على ظروفها وظروف أهلها ، وتركيبة ، أهوائهم ، وعلى طبيعة موقعها . هاتان اللعبتان هما " العواتيل" و"المنة "؛والزقال بينما تميزت حارة المراح مثلا ، بلعبتين أخريين هما "البنانير" و "الكورة . " سأحدثك عن لعبة " الدوش والكورة ، " وهي لعبة بسيطة مسلية كنا نلعبها بحجرين ، أحدهما مدور صغير والآخر رقيق كبير . في هذه اللعبة كنا نضرب الحجر الصغير بالكبير حتى يكرج ، ونلحق به لنرى من كانت ضربته الأقوى والأبعد . أما لعبة بذر المشمش ، فهي لعبة خفيفة لا عناء فيها ، إذ كنا نجمع أكبر عدد من بذر المشمش في الصيف ، ونحفر حفرة في الأرض ونتحلق حولها ، وعندها نرمي بذرة المشمش فيها . الفائز هو من يصيب حبة المشمش فيقلبها ، وعندئذ يربحها . تذكرت هذہ اللعبة ، يا بني ، قبل سنوات حين رأيتك تلعب بأشكال مختلفة اسمها " البوغيم . " أما أكثر ألعابنا حماسا وجمالا ، فكانت لعبة " البنانير . " والبنانير هي كرات زجاجية ملونة ، منها الكبيرة ، وكنا نسميها " المداحل ، " ومنها الصغيرة ، وكنا نسميها " الجلال . " لعبة البنانير سهلة ممتعة جاذبة ، فيها الكثير من المنافسة . كنا نرسم على الأرض شكل مثلثُ نسميه " المور ، " وعلى بعد خطوات منه نرسم خطا ، " نقرفص " عنده و"ننقف" البنورة بأصابعنا لتدخل " المور . " البنورة التي تصيب هدفها ، تربح البنانير الأخرى . هكذا تستمر اللعبة ويمضي الوقت دون أن نشعر به ، وعند انتهاء اللعبة يكون حساب الربح والخسارة . وأبوك ، يا بني ، كان دائما من الخاسرين .
|