עמוד:169
نقرأ حيفا الجميلة ... " أم العمل" أما مدينتنا فكانت وما تزال ، توفر فرص العمل لعدد كبير من الأشخاص ، وذلك بفضل المنطقة الصناعية والميناء الحديثُ وسكة الحديد والشركات التجارية والمؤسسات المختلفة وغيرها ... كلها بحاجة إلى أيد عاملة . لهذا ، تكثر هجرة العمال إليها من قرى الجليل والمثلثُ بحثا عن أماكن عمل . ولهذا ، سماها الناس بـ "أم العمل . " الحياة الثقافية انتشرت في حيفا بعد الحرب العالمية الأولى صالات عرض الأفلام السينمائية ، فعرضت الأفلام الصامتة ثم الناطقة . استعملت القاعات نفسها للعروض المسرحية ، إذ حضرت فرق من مصر وسوريا ولبنان ، وقدمت مسرحيات جميلة وعروضا غنائية وموسيقية ، عربية وأجنبية ، في غاية الجمال والبهاء . كما وتأسست في حيفا صحف معروفة ، مثل : " الكرمل" لصاحبها نجيب نصار ، و"الزهرة" لصاحبها جميل البحري ، وغيرها . ولم يبق من الصحف العربية حتى يومنا هذا سوى " الاتحاد . " نظمت أيضا الندوات والمحاضرات في مواضيع مختلفة . تميزت المدينة بوجود عدد كبير من المؤسسات التعليمية والثقافية العربية واليهودية والأجنبية . ولكن بعد عام 1948 لم يبق منها إلا القليل . معالم دينية تكثر في حيفا مواقع دينية لأتباع الديانات المختلفة ، فكنيسة مار إلياس في ستيلا مارس مقدسة عند المسيحيين ، وفيها مغارة عاش فيها النبي إلياس . وهناك كنائس وأديرة في أرجاء المدينة : مقام الخضر عليه السلام عند منحدر جبل الكرمل ، وهو مقدس عند المسلمين واليهود ، ومعبد البهائيين المعروف باسم " قبة عباس" و " جامع الاستقلال"
|