עמוד:158
حيفا الجديدة ومرت سنوات كثيرة وحيفا على ما هي عليه ، قرية صيادين وفلاحين ، إلى أن جاء ظاهر العمر الزيداني حاكم منطقة الجليل ، وقرر بناء حيفا الجديدة ، بعد أن هدم العتيقة لتعرضها لخطر قراصنة البحر . وكان ذلك في عام 1761 م ، أي قبل 250 عاما . وشيد حولها سور ً ا طويلا لحمايتها من هجمات الأعداء . وعاش أهالي حيفا في مدينتهم الجديدة ، والتي انضم إليها كثيرون من قرى ومدن الجليل وسوريا ولبنان وشرقي الأردن . ولما ازداد عدد سكانها ولم تعد تتسع لهم ، بدأ الأهالي بهدم السور في عام 1870 م تقريبا ، والخروج منه باتجاهين : غربا نحو حي الزيتون ( شارع اللنبي حاليا (، وحي وادي النسناس وحي الكرمة ، وبعضهم عاد إلى العتيقة ( محطة الكرمل (، وشرقا نحو وادي الصليب ووادي روشميا والحليصة . الحي الألماني وصلت إلى حيفا في عام 1869 م جماعة من الألمان عرفت باسم " الهيكليين ، " واشترت مساحة من الأراضي في الجهة الغربية من المدينة وبنت لها حيا ، أسمته " الحي الألماني . " يتميز الحي بهندسته العمرانية وبيوته وحدائقه الجميلة ، وتكثر فيه حاليا المطاعم والمقاهي والفنادق الصغيرة ، التي تجتذب السياح والنزلاء من البلاد وخارجها . نابليون عندنا !!! وفي أحد أيام شهر آذار عام ، 1799 استيقظت حيفا على مشهد مختلف عن سير حياتها العادي ، حيثُ دخلها جنود فرنسيون يتقدمهم نابليون بونابرت القائد المعروف ، ووجهته نحو مدينة عكا لاحتلالها . تسلق " نابليون" وجنودہ جبل الكرمل ، ووصلوا إلى دير مار إلياس الذي جعلوه مشفى وقاعدة لهم ، ومنه انطلقوا باتجاه عكا عازمين على احتلالها ، ولكنهم أصيبوا بفشل ذريع لمنعة أسوارها وبسَالة جنودها وصمود حاكمها
|