1 هو أبو الحسن علي بن نافع ، لقب بزرياب لميل لونه إلى السواد . والزرياب هو الطائر الأسود المغرد ، وأبو الحسن مغن مشهور ، وهو رائد الحركة الأدبية الغنائية الجديدة في الأندلس التي انتقل إليها من بغداد ، وقد تتلمذ زرياب على يد إسحاق بن إبراهيم الموصلي فأتقن صناعة الغناء ، وأجاد حتى تفوق على أستاذه ، وكان بالإضافة إلى علمه بصناعة الغناء شاعرا وأديبا ، حلو المعشر ، يحفظ مئات المقطوعات من الأغاني ، عالما بالنجوم . وهو الذي أضاف إلى العود وترا خامسا وضعه بين المثلث والمثنى ، كما جعل مضراب العود من قواد النسر بعد أن كان من الخشب . 2 أما سبب انتقال زرياب من بغداد إلى الأندلس ، فيعود إلى أن الرشيد طلب يوما من إسحاق الموصلي أن يأتيه بمغن جديد ، فذكر إسحاق تلميذه زرياب الذي كان يتوسم فيه الخير ، فأحضره إلى مجلس أمير المؤمنين ، وعندما أدني إليه عود أستاذه كي يستعين به في الغناء ، أحجم زرياب عن مد يده إليه قائلا : " إن لي عودا خاصا صنعته بنفسي ، واستأذن الخليفة بإدخاله " فأذن له بذلك . أبدى الرشيد استغرابه لرؤيته عودا كعود إسحاق فسأله عما منعه من استعمال عود أستاذه ، أجاب زرياب : " إن عودي يا أمير ا...
אל הספר