الأدب الشعبي هو جزء من منظومة متعددة كبيرة هي الفولكلور *، ولكنه يمتاز عن سائر أجزاء الفولكلور ، باعتماده اللغة الفنية لخدمة الجمهور ، تسليته ، إمتاعه ، الترفيه عنه ومساعدته في تأدية طقوسه . إن الخصيصة الأولى للأدب الشعبي هي شعبيته ، بمعنى أنه ملك للشعب وليس ملكا للفرد ، فهو يصدر من صميم الشعب ، دالا على نفسيته وتوجهاته ومعتقداته ، بطريقة يفهمها الأمي والمثقف؛ ذلك أنه نابع من وجدان الشعب وحاجاته ويتطور وفقا لها ، ولا يأتي تطوره مصطنعا ، تجريبيا ، مقلدا ، كما يحدث في الإبداعات الرسمية . غير أن لصوق الأدب الشعبي بالواقع لا يعني خلوه من الخيال ، بل لعله يمزج مزجا شديدا بين الواقع والخيال . وتعتبر النفعية 1 الميزة الفارقة لهذا الأدب ، ونعني بها أنه قد يستخدم في الطقوس الشعبية المختلفة ، فهو يحيا بين الناس ومن خلالهم ، كضرورة من ضروريات حياتهم وتوازنها واستمراريتها ، ويؤدي وظيفة نفعية في البيئة التي أفرزته ، وفي حياة الجماعة . * ظهر مصطلح " فولكلور " لأول مرة من خلال الباحث الإنجليزي " وليام جون توماس" ( ت . (، 1885 وذلك سنة ، 1846 حيث استخدمه كمصطلح دال على ما يسمى " المأثورات الشعبية " ال...
אל הספר