تعتبر الطبيعة بما تحويه من أصناف لا تعد ولا تحصى من النباتات كنزا لا يفنى ؛ عرف أجدادنا الأقدمون كيف يستعملون النباتات ، بفضل الغريزة والتفكير والخبرة والمراقبة . وخلال آلاف السنين ، استطاعوا أن يحددوا هوية الأوراق والأزهار والأثمار والقشور والجذور في النباتات المتنوعة ، وأن يجروا عليها التجارب لمعرفة الجزء الذي يمكن استعماله . فقد توصل علماء النبات اليوم إلى تصنيفها وتبويبها ومعرفة ما هي النباتات الأكثر فائدة ، في أي أوقات نجمعها ، وأي قسم منها يجب أن نستعمل . وبفضل طرائق التحليل الحديثة نعرف كذلك أفضل أساليب حفظ النباتات التي تتيح لنا المحافظة على خواصها المفيدة . إن التداوي بالنباتات يرتكز اليوم ، وفي معظم الحالات ، على قواعد صلبة مضبوطة بصورة علمية . 2 لقد عرفت التداوي بالأعشاب أقدم الحضارات على الأرض ، إذ استطاعت أن تكتشف كيف تستفيد من الخصائص العلاجية لبعض النباتات ، وقد استطاع أجدادنا أن يراكموا معرفة علاجية لأمراضهم وتوعكاتهم الجسدية ، فزرعوا الحبق ، والمرقدوش ، والزيزفون ، والآس ، واللويزة ، وجمعوا الزعتر والقصعين والعلت والزوفا ، واستطاعوا بها ، قبل هجمة المعرفة الطبية الغربي...
אל הספר