تعجب الناس حين شاهدوا سربا من الحمام يحلق في الفضاء ذهابا وإيابا ، وفي منقار كل حمامة غصن من الشجر . فتساءلوا : " ما هذا ? إنه منظر عجيب " ! قال أحدهم : " ربما يفعلن ذلك من أجل بناء أعشاش لهن . " ! اشتعلت النار في الموقد ، وأجنحة الحمامات ترفرف فوقها كالمراوح لتزيدها اشتعالا ، فدبت الحرارة في جسم الطفلة ، وعاد النشاط إليها بعد أن أكلت وشبعت ... قصدت الحمامة خروفا كان يرعى في حقل بجوار بستان مزروع بالقطن ، وقالت له : " أيها الخروف الوديع ! أتعطيني بعض الصوف الذي يغطي جسمك ، لأصنع منه جارزة للطفلة سمر ? أجاب الخروف : " بكل سرور ومحبة ! خذي ما تشائين . " ... جاءت بمجز وبدأت تجز الصوف ... سمعت نبتة القطن هذا الحوار ، فتمايلت مع الهواء ، وقالت للحمامة : "وأنا أيضا أقدم إليك كمية من القطن . " فرحت الحمامة وقالت : " شكرا لكما ! ودعتهما وحملت مع رفيقاتها الصوف والقطن ، وذهبن إلى النسَاج ، فرحب بهن ، وحاك جارزة من الصوف ، وحول القطن إلى قطعة قماش . حملتها الحمامة إلى الخياطة ، وطلبت منها أن تخيط ثوبا للطفلة المسكينة . قالت الخياطة : هذه فكرة عظيمة ! أعدك أنني سأخيط لها ثوب ً ا بزي لم تلبس مثله ...
אל הספר