עמוד:230

ولا شك أن التجول في شوارع مدينة مشى فيها كثير من الرجال الذين صنعوا التاريخ ، سواء كانوا من العلماء أمثال : " إسحاق نيوتن " ( نظرية الجاذبية ) و " تشارلز داروين " ( نظرية التطور ) و " جوزيف طومسون " ( مكتشف الإلكترون )، والفلاسفة أمثال : " بيرتراند راسل " و "لودفيغ فيتغنشتاين " ، والأدباء أمثال : " جون ميلتون " و " اللورد بايرون " ، أكسبها جمالية بديعة . ففي كل زاوية قصص مخبوءة تنتظر الكشف عنها ، والتحاور مع أسرارها الساكنة في الصمت . ومن هذه الأسرار سر تأسيس مدينة كامبريدج نفسها ، والذي يرجع إلى القرن الثالث عشر ، حينما قررت مجموعة من العلماء كانوا على خلاف مع سكان مدينة أوكسفورد مغادرتها والبحث عن مكان هادئ ، ومناسب للدراسة ، فوقع اختيارهم على تلك البقعة من الأرض لتكون من أكثر المدن الجامعية شهرة . وهكذا كان ذلك الخلاف بين سكان أكسفورد ، وأولئك العلماء من أجمل الصدف التي ولدت على يديها مدينة تقدس العلم ، وتحترم التاريخ بقدر ما تحتفي بالحياة ، وتجذب التجار وتستقطب رجال الأعمال . 7 ومدينة كامبريدج هي عاصمة لمقاطعة كامبريدجشاير في شرق إنجلترا ، يشقها نهر كام الذي يستمتع الكثيرون بركوب الجناديل التقليدية فيه . كذلك فإن الطابع الكرن ڤ الي للمدينة يتجسد في إقامتها لبعض المهرجانات السنوية ، كمهرجان " ستروبيري " للموسيقى والفنون ، ومعرض منتصف الصيف المقام في منطقة " ميدسمر كومون " . 8 ولأنها مدينة تختزل أكثر من شخصية في شخصية واحدة ، فإنك حين تمشي في شارعها الرئيسي وترى المحلات التجارية ، والمطاعم بكافة أنواعها ( من مطاعم المأكولات السريعة إلى المطاعم الفخمة والمأكولات الشرقية )، ومحلات بيع الشوكولاطة التي ترقص في مكانها حياة من فرط تردد الناس إليها ، لتوقن بأن ثقافة الحياة تمشي بالتوازي مع ثقافة المعرفة في هذه المدينة . وسرعان ما تتعثر في نفس الشارع بإعلانات لوظائف شاغرة للطلاب ، لتتذكر مجددا أنك في مدينة طلابها هم عماد بنيانها ومحفز وجودها . وقد تتفاجأ بعروض صالونات الحلاقة المتناثرة على امتداد الشارع التي تقدم للزبائن خدمات القص ، وتجفيف الشعر مقابل عشر جنيهات إستريلنية فقط ، وهو سعر من المستحيل الحصول عليه في العاصمة لندن . 9 رغم أن كامبريدج تبعد أقل من ساعة من محطة " كينجز كروس " في لندن ، إلا أن سكانها يبدون أكثر هدوءا ، وبهجة بعيدا عن توتر المدينة وزحامها وشحناتها السلبية . ومع أن % 20 من سكان المدينة هم من الطلاب إلا أنك ستتفاجأ برؤية الآباء ، والأمهات يدفعون أبناءهم في عربات الأطفال . فرؤية العائلات بأحجامها المختلفة هو مشهد مألوف إلى درجة الغرابة ، خاصة مقارنة بالمدن التي يشكل العاملون النسبة الأكبر من سكانها .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר