עמוד:229

4 إن تفرد أي مدينة لا ينبع فقط من طبيعتها الجغرافية ، أو من سلوك سكانها ، أو الأعمال ، أو الصناعات الدائرة بها ، بل إنه يتشكل من نظرة سكانها لها ، ومدى اعتزازهم بتاريخها ووفائهم لذلك الإرث الذي يحملون مسؤوليته . فليس هناك مدينة بلا تاريخ ، لكن هناك مدن لا يعرف أهلها تاريخها ، ومدن أخرى يعرف أهلها تاريخها جيدا ، ويهتمون بتعريف العالم به . لذا ، فإن كل مدينة هي استثنائية بشكل أو بآخر ، واستثنائيتها لا يمكن أن تعرف ، أو توثق إلا بخبرة أهلها بها ، ومعرفتهم بتاريخها ، وحفاظهم عليه . والزائر لمدينة كامبريدج يلمس في سكانها شعورهم بأنهم جزء من تاريخ ، وإن كانوا لا يفكون جميع شفراته ، إلا أنهم يوقنون بأهميته ويجتمعون على مهمة مقدسة ، وهي الحفاظ عليه أولا ، ثم تدريسه للعالم ثانيا . وربما عراقة المدينة في حد ذاتها جعلت سكانها على قدر كبير من المسؤولية المجتمعية ، فصار فضول التعلم وهم التعليم جزءا لا يتجزأ من شخصية ساكينها وعقليتهم . 5 وعند الحديث عن التعلم والتعليم لا بد من التعريج على الارتباط الشرطي بين مدينة كامبريدج ، وجامعة كامبريدج . فقد ارتبط اسم مدينة كامبريدج بجامعة كامبريدج لدرجة أن الغالبية باتت تعتقد أن مدينة كامبريدج ليست سوى حرم جامعي يفترشه الطلاب بكتبهم وحقائبهم الأكاديمية ، ويسمع من مكتبته تثاؤب الكتب ، وتشم في أنحائه رائحة الضجر . لكن زيارة قصيرة لمدينة كامبريدج كفيلة بتغيير هذه الصورة النمطية ، والنظرة المبسطة للمدينة . وهذا الارتباط الشرطي بين مدينة كامبريدج وجامعة كامبريدج له ما يبرره ، بل وما يجعله منطقيا ، إذا ما علمنا أن جامعة كامبريدج هي ثاني أعرق جامعة تعتمد الإنجليزية كلغة تعليم ، بعد جامعة أكسفورد . كما أنها واحدة من أفضل خمس جامعات في العالم ، هذا عدا عن كونها الجامعة الأعرق على مستوى العالم في مجالات العلوم الطبيعية والرياضيات والفيزياء . ناهيك عن أنها حصلت على 89 جائزة نوبل ، وهو الرقم الأعلى على مستوى كل جامعات العالم .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר