עמוד:202

5 خيم على المشهد أمامي الضباب والغموض . كنت لا أزال على منحدر التل الذي يقبع فوقه هذا المنزل . رأيت التل يرتفع أمامي بلون رمادي داكن ، وشاهدت الأشجار تنمو وتتلون كنفحات بخار متصاعدة ، يتغير لونها من البني إلى الأخضر ، تنمو وتنتشر وترتجف ثم تهلك . رأيت مباني جميلة غير متضحة المعالم ترتفع ثم تختفي وكأنها حلم . بدا سطح الأرض يتبدل أمام ناظري ، يذوب ويتحرك . تسارع دوران العقارب الصغيرة على قرص العداد الذي سجل سرعتي أكثر فأكثر ، ولاحظت أن حزام ضوء الشمس يميل صعودا وهبوطا من انقلاب شمسي إلى آخر ، في دقيقة أو أقل ، وأن سرعتي تجاوزت عاما في الدقيقة ؛ كان الثلج الأبيض يبزغ في العالم كل دقيقة ، ثم سرعان ما يختفي ، لتكتسي الأرض بخضرة الربيع الزاهية لوقت قصير . 6 خفت حدة شعور الاندفاع البغيض هذا ، وتحول إلى شعور هستيري بالنشوة . لاحظت بالفعل ، أن الآلة قد مالت على نحو عجيب ، لم أجد له تفسيرا ، لكن ارتباكي الشديد منعني من الانشغال بهذا . قفزت بكل كياني إلى المستقبل ، وقد أخذ مس من الجنون يتسلل إلى عقلي . كانت هناك أحيان نادرة فكرت فيها بالتوقف ، لكن لم يسيطر على عقلي شعور آخر بخلاف هذه النشوة إلا نادرا . بعدئذ ، زحفت مشاعر أخرى إلى عقلي ؛ انتابني فضول ممتزج بشيء من الخوف ، سيطر في آخر الأمر على عقلي . فكرت في التطورات البشرية العجيبة ، والتقدم الرائع في حضارتنا البدائية ، التي لم تكن لتظهر عندما أنظر من كثب ، إلى العالم المراوغ الذي كان يتسارع ويتبدل أمام عيني . رأيت مباني هائلة ساحرة ترتفع من حولي ، أضخم من أي بناء شهده زماننا ، ومع ذلك ، كانت مشيدة على ما يبدو من الوميض والضباب . رأيت خضرة أكثر إيناعا من ذي قبل ، تزحف على منحدر التل ، وتستقر عليه بدون أي فاصل شتائي . بدت لي البسيطة ، 4 بالرغم من ارتباكي ، في غاية الجمال . . 4 جنع بسائط ، تعني الأرض . بتصرف عن : هربرت جورج ويلز ، آلة الزمن ، ترجمة : كوثر محمود محمد ، 31 - 27 ص ، 2013

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר