עמוד:241
وتشهد الآثار التاريخية أن المسيحيين سكنوا شفاعمرو منذ القرن الرابع الميلادي . وقد ترك معظمهم البلدة خلال الحروب الصليبية ، وعادوا إليها في مراحل متأخرة . ومعظم العائلات المسيحية الموجودة حاليا في شفاعمرو ، قدمت إليها من لبنان وسورية ، وأسماء العائلات تشير إلى أنهم كانوا أصحاب مهن وصناعة . كذلك الدروز ، فقد قدموا إليها من لبنان وسورية ، قبل أربعمائة سنة تقريبا ، وملكيتهم للأرض تؤك ّد هذه الحقيقة . ومن المرجح أن المسلمين في شفاعمرو هم آخر من سكنوا البلدة ، وذلك خلال حكم الزيادنة . إن صورة حياة التآخي بين أبناء البلد الواحد على مختلف انتماءاتهم الدينية تنعكس في المناسبات المختلفة فكل يشارك الآخر في التهنئة بعيده ، ويشارك ه في أفراحه وأتراحه . وكذلك في تجاور أماكن العبادة : المسجد والكنيسة والكنيس والخلوة . وكل هذا شاهد على عمق التعايش الذي أساسه المحبة والاحترام المتبادلان . شفاعمرو كانت وستبقى نموذجا للتآخي يتوارثه الأبناء والأحفاد عبر الأجيال . عمر خطيب
|