עמוד:35
ما يدعو للتفاؤل ، أن ثقافة التطوع آخذة بالانتشار ، ولتقديم الخدمة على الوجه الأكمل ، فلا بد من إتاحة المجال أمام المتطوعين لاختيار العمل الذي يناسب ميولهم ورغباتهم ، وتوفير الوسائل التي تسهل عليهم تقديم خدماتهم ، وتطوير استعدادهم الفطري ، من خلال التواصل معهم ، وإشراكهم في التخطيط ، وتوفير التدريب لهم . كل هذا من شأنه أن يعينهم في توجيه طاقاتهم في المسارات المناسبة لها ، وفتح المجال أمامهم لإبداء آرائهم في القضايا العامة واقتراح الحلول لها . لا شك أن هناك مجموعات تتمتع بطاقات هائلة في مجتمعنا ، من المجدي الاستفادة منها وتسخير قدراتها وخبرتها للقيام بالمشاريع التنموية ، مثل المتقاعدين والشباب ، ويفترض أن تكون فئة الشباب الشريحة الأكثر حماسا للعمل التطوعي في مجتمعنا ، لذا من المتوقع أن تمنح لهم الفرص لتقديم الخدمات ؛ إلى أن تصبح ثقافة التطوع جزءا من حياتهم اليومية . ولا نستغرب الاهتمام بالمتطوعين الشباب ، والنظر إليهم ك شريك أساسي في عمليات التنمية المجتمعية ، باعتبارهم قوة ووقودا حيا ، لإنجاز المشروعات التنموية والمبادرات الهادفة ، وتحقيقها على أرض الواقع . كذلك بإمكان التلاميذ المشاركة بأعمال تطوعية تبادر لها مدارسهم ، بالتنسيق مع المؤسسات المختلفة . وقد يستفاد من الإجازات في العطل الصيفية بهذا الشأن . من المبادرات الشبابية اللافتة قيام مجموعة من الشباب المتطوعين بإنشاء جمعية للرفق بالحيوان ، فقرروا أن يخصصوا جزءا من وقتهم للعناية بالحيوانات الضالة ، المريضة والمصابة والمـعذبة ، وتوفير الرعاية البيطرية اللازمة لها حتى الشفاء ، وقد أعلن أعضاء الجمعية أنهم في طريقهم إلى إنشاء ملجأ للحيوانات الضالة . تجاوز عدد أعضاء الجمعية في شبكة التواصل الاجتماعي " فيسبوك " الواحد والعشرين ألف عضو ؛ مما جعلها منصة للمدافعين عن حقوق الحيوانات ، والمهتمين بزيادة الوعي لأهمية الرفق بالحيوان .
|