|
|
עמוד:211
نهاية الفترة العثمانية والخروج من الأسوار ( ما بين عامي 1917 و 1860 للميلاد ) في أواسط القرن الـ 19 ( أي قبل حوالي 150 سنة )، طرأ تغير على مكانة القدس . بدأت ا µ مبراطورية العثمانية تضعف ، وبدأت الدول العظمى في أوروبا بالاهتمام بالشرق الأوسط ومن ضمنه مدينة القدس . زار المدينة سياح أوروبيون وقسم منهم بقي للعيش فيها ، كما أن ممثلين عن دول مختلفة استوطنوا فيها، الأمر الذي أدخل إلى المدينة روحا تقدمية جلبت معها تجديدات تكنولوجية كثيرة ، فعلى سبيل المثال ، مدت سكة حديد بين يافا والقدس ، مما قصر مدة السفر بين المدينتين . الخروج من الأسوار ارتفع عدد سكان مدينة القدس بسرعة : فقد عاش في المدينة سنة 1800 حوالي 9 , 000 مواطن مسلم ومسيحي ويهودي ؛ وبلغ سنة 1880 عددهم 31 . 000 مواطن ، أكثر من نصفهم من اليهود !! . ومع هذه الزيادة أصبحت المدينة التي كانت كلها داخل الأسوار مكتظة بالسكان . نتيجة لذلك حدثت عملية غيرت وجه المدينة تغييرا كبيرا : إذ بدأ سكان المدينة يبنون بيوتا وأحياء جديدة ومؤسسات عامة خارج أسوار المدينة . أقام المسيحيون الكنائس والخانات أو الأنزال ( جمع نزل وهو الفندق الصغير ) لاستضافة السياح ( الحجاج) القادمين لزيارة الأماكن المقدسة منها ، على سبيل المثال ، المجمع الروسي المعروف باسم " المسكوبية " . يضم المجمع كنيسة أرثوذكسية روسية كبيرة ، هي كاتدرائية الثالوث الأقدس ، قنصلية ، مستشفى ، مركزا تجاريا ، كنيسة ونزلين كبيرين للحجاج الروس. كما بدأ الأثرياء من المسلمين ببناء المنازل الواسعة والفخمة خارج الأسوار ، ولكن ليس بعيدا عنها . معظم هذه المنازل كانت كبيرة وفخمة وأقيمت على قطعة أرض واسعة ، خاصة في الجهة الشمالية من الأسوار على الجانب الغربي لوادي الجوز بالقرب من طريق نابلس . بهذه الطريقة بدأ يتطور حي الشيخ جراح . أما عامة الناس ، فقد بنوا بيوتهم في الجهة الجنوبية من الأسوار ، في منطقة أبو ثور ، قرية سلوان وسفوح وادي قدرون ( النار ) . كان بيت رباح الحسيني . والمعروف ا ¤ ن باسم فندق "أمريكان كولوني " ، من أبرز البيوت الأولى التي بنيت خارج الأسوار في الصورة : حديقة الفندق . في الصورة : منزل بني سنة 1864 أقامه رشيد النشاشيبي أحد أثرياء القدس ويعرف بـ " قلعة رشيد " . أما اليوم فيسمى " بيت طيخو " نسبة إلى طبيب الأسنان ، ألبرت طيخو وزوجنه ، اللذين اشترياه سنة . 1924
|
|