עמוד:83
شجرة الزيتون - الشجرة المباركة شجرة الزيتون هي شجرة دائمة الخضرة قد يمتد بها العمر إلى ألف سنة. تعيش في بلادنا عشرات أشجار زيتون التي يقدر عمرها بأكثر من ألف سنة. قسم من هذه الأشجار في قريتي دير حنا وعرابة ( الجليل ) . شجرة الزيتون هي من الأشجار التي بارك الله بها بلادنا وقد ورد ذكرها في الكتب المقدسة للديانات الثلاث . فقد ورد ذكر الزيتون في القرآن الكريم عدة مرات حتى أن الله عز وجل يقسم به بقوله في ا¤ية الأولى من سورة التين : "والتين والزيتون . وطور سينين ... " ، أما الزيت فذكر في سورة النور ا ¤ ية 35 أيضا : " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " ، وفي الحديث الشريف نبه الرسول ﷺ إلى ما للزيت من فوائد فقال : " كلوا الزيت ، وادهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة " . أما في اليهودية فإن الزيتون يعتبر واحدا من الأنواع السبعة التي امتازت بها الأرض المقدسة : " أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورمان . أرض زيتون زيت ، وعسل " ( التوراة : سفر التثنية الأصحاح 8 ا ¤ ية . ( 8 وفي العهد الجديد ، ذكر زيت الدهن الذي كانوا يدهنون به المرضى في الطقوس الدينية : " أمريض أحد بينكم ؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب" ( رسالة يعقوب الأصحاح ، 5 ا ¤ ية . ( 14 شجرة الزيتون في الثقافة شجرة الزيتون هي جزء من المنظر الطبيعي في البلاد الطبيعية عامة ، والقرى العربية خاصة . وتكاد لا توجد قرية عربية إلا وفيها كروم زيتون ، كما أنها مزروعة في أفنية البيت أو عند مداخلها . مع أن المجتمع العربي في إسرائيل لم يعد مجتمعا زراعيا ، إلا أن الكثيرين من أفراده ما زالوا يحتفظون بقطعة أرض مزروعة بالزيتون . في الفترة بين شهر أيلول – تشرين أول ، يحل موسم قطف الزيتون في القرى العربية في إسرائيل . يشارك في قطف الزيتون أفراد العائلة كلهم- الوالدان والأولاد ، كبارا وصغارا - حيث يخرجون إلى الكروم يقطفون الزيتون ، يجمعونه ويصنفونه، قسم للكبيس والقسم الأكبر للزيت . بعد ذلك يعبئونه في أكياس وينقلونه إلى المعصرة لاستخراج الزيت الذي يستعمل في الطبخ وغيره من الاستعمالات المنزلية كالطب الشعبي ، صناعة الصابون المنزلية ، التجميل وا µ ضاءة خاصة في الماضي . أما خشب الزيتون فيستعمل كثيرا في صناعة الأثاث والتحف الفنية التذكارية من الأرض المقدسة ، كما أنه جيد كحطب ومنه تصنع أجود أنواع الفحم . شجرة الزيتون وزيت الزيتون هما جزء هام ورئيس في التراث العربي وقد تغنى بهما شعراء الفصحى والعامية . ومما قالوا في إحدى الأغاني الشعبية : على دلعونا وعلى دلعونا زيتون بلادي أجمل ما يكونا زيتون بلادي واللوز الأخضر والميرامية ولا تنسى الزعتر وقراص العجة لما تتحمر ما أطيب طعمها بزيت الزيتونا أمثال وأقوال في الزيت والزيتون : لكل ثقافة مأكولاتها المميزة لها والامر صحيح بالنسبة للثقافة العربية . الزيتون وزيت الزيتون يعتبران من المأكولات الأساسية والأكثر انتشارا في الثقافة العربية في الماضي وفي الحاضر ، ولذلك وردا في أقوال وأمثال كثيرة : كل زيت وناطح الحيط خبز وزيت عمارة البيت حضر القمح والزيت نأمن مونة البيت الطحين والزيت أسدين في البيت معصرة قديمة في قرية بيت جن .
|