עמוד:145

قصتي مع الشعر 1 أريد أن أكتب قصتي مع الشعر قبل أن يكتبها أحد غيري . أريد أن أرشم وجهي بيدي ، إذ لا أحد يسَتطيع أن يرشم وجهي أحسَن مبي . ومن شوء حظ القدامى أنهم لم يكونوا يمتلكون دفاتر مذكرات . أما أنا فهذا دفتر مذكراتي ، شجلت فيه تفاصيل رحلتي في غابات الشعر المزروعة في داخلي . 2 يوم ولدت في 21 آذار 1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة ، كان الربيع يسَتعد لفتح حقائبه الخْضراء . هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسَها ، وترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة ? أم كان مكتوبا علي أن أكون كشهر آذار ، شهر التغير والتحولات ? كل الذي أعرفه أنبي يوم ولدت ، كانت الطبيعة تبفذ انقلابها على الشتاء وتطلب من الحقول والحشائش والأزهار والعصافير أن تؤيدها في انقلابها على روتين الأرض . 3 فيالتشكيلالعائليكبتالولدالثانيبينأربعةصبيانوببت ، وكانتأشرتبامنالأشرالدمشقية المتوشطة الحال . لم يكن أبي ثريا ولم يجمع ثروة ، كل مدخول معمل الحلويات الذي كان يملكه ، كان يبفق على إعاشتبا وتعليمبا . 4 وإذا أردت تصبيف أبي ، أصبفه دون تردد بين الكادحين ، لأنه أنفق خمسَين عاما من عمره يسَتبشق روائح الحريق ، ويتوشد أكياس السَكر ، وألواح خشب السَحاحير . وكان يعود إليبا من معمله في زقاق ) معاوية ( كل مسَاء تحت المزاريب الشتائية كأنه شفيبة مثقوبة . وإني لأتذكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم ، وثيابه الملطخْة بالبقع والحروق ، كلما قرأت كلام من يتهمونبي بالانتماء إلى الطبقة المرفهة .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר