עמוד:170
" جناح امنا يلمنا" 1 عبد القرويين ، حكايات يرويها كبار السَن حول موقد الشتاء ، وهي تزخر بالقيم والأمثال والحكم الثميبة . وقد تخْتفي هذه الحكايات عن شفاه الباس إذا لم يحافظوا عليها وتسَتمر الأجيال في تباقلها . فيما يلي حكاية ترويها شيدة عجوز : 2 توفي أحد الرعاة في إحدى القرى ، عن زوجة وثلاثة أبباء ، فاختلف ه ٰ ؤلاء ِ على اقتسَام الإرث ، ثم حكموا بيبهم واحدا من شيوخ القرية اشتهر بحكمته وشداد رأيه . فسَألهم عن التركة ، قالوا : " إنها بيت ، وقطيع ماعز ، وعصا ، وجراب زوادة وثلاثة كلاب " . فقال الشيخ : " البيت للأم ، والعصا للابن الأكبر ، والجراب للابن الأوشط ، وقطيع الماعز للابن الأصغر ، أما الكلاب الثلاثة ، فلكل ابن كلب " . 3 نهض الابن الأصغر حالا ، وأخرج قطيع الماعز مع أحد الكلاب ، ومشى بها إلى حيثُ ظن أن أخويه لن يرياه ، ثم قال الابن الأكبر : " ما دام لم يبق لي ما أعتاش به ، شأذهب إلى مكان آخر في طلب الرزق " ، وحمل عصاه ونادى كلبه ومضى . وهكذا فعل الابن الأوشط ، الذي علق الجراب في كتفه ، ونادى كلبه وذهب في شبيله . 4 بقيت الأم وحيدة ، فقررت الذهاب في طلب الرزق ، إذ لم يبق لها ما تعتاش به . وأوصد َ ت باب بيتها وشافرت الى بلدة أخرى ، ومرت بحقل فيه حصادون ، وطلبت عملا ، فقال لها رب العمل : " اشتغلي معبا في جمع شبابل القمح ونعطيك من كل حزمة ٍ تجمعيبها ضمة ، والمثل يقول : " ضمة على ضمة ، تشبع العائلة " . فتبهدت المرأة وقالت بحزن : " أنا امرأة وحيدة وليس لي عائلة " قال الرجل : " لكن آباءنا كانوا يقولون : " من كانت أعماله نبيلة ، يصبح كل الباس له عائلة " . 5 وبعد عمل عشرة أيام ، جمعت المرأة أجرتها من القمح ، ودقتها في يوم عطلة ، وحملت غلتها إلى مطحبة قريبة ، فطحبتها وتوجهت بالدقيق إلى قريتها ، قائلة : " أتفقد بيتي وأتسَقط أخبار أولادي ، عسَى أن أجد من يعرف عبهم شيئا وأعود غدا إلى عملي " . وعبدما وصلت إلى بيتها فوجئت بوجود الكلاب الثلاثة ترقد أمام الباب ، وقد أعياها الجوع والعطش ، لكبها ما أن أحسَت
|