עמוד:48

تعجب الناس حين شاهدوا سربا من الحمام يحلق في الفضاء ذهابا وإيابا ، وفي منقار كل حمامة غصن من الشجر . فتساءلوا : " ما هذا ? إنه منظر عجيب " ! قال أحدهم : " ربما يفعلن ذلك من أجل بناء أعشاش لهن . " ! اشتعلت النار في الموقد ، وأجنحة الحمامات ترفرف فوقها كالمراوح لتزيدها اشتعالا ، فدبت الحرارة في جسم الطفلة ، وعاد النشاط إليها بعد أن أكلت وشبعت ... قصدت الحمامة خروفا كان يرعى في حقل بجوار بستان مزروع بالقطن ، وقالت له : " أيها الخروف الوديع ! أتعطيني بعض الصوف الذي يغطي جسمك ، لأصنع منه جارزة للطفلة سمر ? أجاب الخروف : " بكل سرور ومحبة ! خذي ما تشائين . " ... جاءت بمجز وبدأت تجز الصوف ... سمعت نبتة القطن هذا الحوار ، فتمايلت مع الهواء ، وقالت للحمامة : "وأنا أيضا أقدم إليك كمية من القطن . " فرحت الحمامة وقالت : " شكرا لكما ! ودعتهما وحملت مع رفيقاتها الصوف والقطن ، وذهبن إلى النسَاج ، فرحب بهن ، وحاك جارزة من الصوف ، وحول القطن إلى قطعة قماش . حملتها الحمامة إلى الخياطة ، وطلبت منها أن تخيط ثوبا للطفلة المسكينة . قالت الخياطة : هذه فكرة عظيمة ! أعدك أنني سأخيط لها ثوب ً ا بزي لم تلبس مثله إلا ابنة الملك ، لكن يجب أن آخذ قياسات جسمها . فذهبت مع الحمامة إلى البيت ، وقاست بمترها الخاص طولها ، واستدارة خصرها ، وعرض كتفيها ، وطول ذراعيها ورحلت . لم يطل الوقت حتى اكتمل كل شيء . أقامت الحمامة حفلة تكريمية للذين ساهموا في هذا العمل الإنساني ، ودعت إليها جميع العصافير . جلست سمر في الوسط ، قال الحضور : " ما أجملها بفستانها القطني المزركش ، وجارزتها الصوفية البديعة ، وشعرها الطويل الـمزين بربطة زهرية اللون . " ! اشتركت البلابل والحساسين في تغريد جميل ، وزقزقة رائعة . سمع الناس هذه الموسيقا ، فأتى إلى المكان رجال ونساء وأطفال ، جاءوا ليستكشفوا الخبر ، ويشاهدوا ما

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר