1 احتضن عمر ابنه الرضيع ظاهر ، بيدين مرتعشتين ، ابتعد قليلا إلى نهاية ذلك الحوش الواسع ، وفي ركن قصي من أركان ذلك السور الحجري العالي المحيط بالبيت ، قال لابنه : " أرجوك لا تمت ، فيك من رائحتها الآن ، ما ليس في أحد غيرك من أولادي ، فيك كل رائحتها . لا تمت " . 2 راقبت العمة نجمة عمر الزيداني ، المعذب برحيل امرأته ، والموت الذي يطوف لاختطاف الوليد ؛ لم تستطع قول شيء . كان أكثر ما تتمناه أن تضم الوليد إلى صدرها وترضعه ، هي التي تعرف أن كل ما فيها من توق لهذا ، لن يمنحه قطرة حليب واحدة . 3 التقت عينا نجمة بعيني عمر الزيداني ، فصفعت نجمة صدرها ، صفعته بكل ما فيها من قوة ، ثم أطبقت عليه بأصابعها ، تريد أن تقتلعه ! 4 سار عمر نحوها ، انحنى وناولها الصغير ، ومسد شعرها بحنو حزين . - أوليس هناك يا رب ، من امرأة واحدة يمكن أن يقبل بحليبها ؟ ! - خذه إلى الناصرة ، إلى صفد ، إلى عكا ، خذه إلى أي مكان ، لا بد سيقبل في النهاية بصدر امرأة ويرضع . - قطعة اللحم هذه ، لن تحتمل مشقة الطريق يا نجمة ، خذيه ، لا أريد أن يموت بين يدي . أرجوك ، احتضنيه ، أحبيه ، أحبيه في ما تبقى له من ضوء . 5 ما إن أصبح الوليد ب...  אל הספר
מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית