עמוד:501
ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل وأهﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻗﻮال اﻟﻘﺎﺿﻲ )اﻟﺴﺎﺑﻖ (ﻣﺌﻴﺮ ﺷﻤﺠﺎر ﻓﻲ ﻗﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺪل اﻟﻌﻠﻴﺎ 84 /372 • : "ﻻ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺑﺪون ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ .وﻻ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺑﺪون اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺮة، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺮّة ﺑﺪون ﺷﺮح اﻟﻤﻮاﻗﻒ واﻵراء، وﺗﻠﻚ هﻲ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .آﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ إﻻ إذا ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، وهﺬﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻘﻂ ﺑﻜﻮن آﻞ إﻧﺴﺎن ﺣﺮًا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ رأﻳﻪ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪرة أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ إﺳﻤﺎع اﻷﻗﻮال ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .هﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﺴﺎواة ﻓﻲ اﻟﻔﺮص، آﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺮم اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن، وهﻮ أآﺜﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ أﺛﺮا، ﻳﻤﺲّ ﺑﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻧﻈﺮﻳﺎ وﻋﻤﻠﻴﺎ." ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار اﻟﻤﻮاﻃﻦ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻣﻬﻨﻴﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻲ اﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺪأ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻳﺰداد ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﻣﺴﺘﺸﺎري اﻻﺗﺼﺎل وﻣﺴﺘﺸﺎري اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، وواﺿﻌﻲ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت، وواﺿﻌﻲ اﻟﺸﻌﺎرات وﻣﺆﻟﻔﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺤﻔﻆ .ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﻳﺘﺨﺬ اﻟﻨﺎﺧﺒﻮن ﻗﺮارهﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ أو اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰب ، آﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل .اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻳﺴﻌﻮن إﻟﻰ "ﺑﻴﻊ "ﺗﺼﻮّر ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﻋﻦ اﻟﻤﺮﺷﺢ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻨﺼﻔﺎ وﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ، وﺗﺘﺤﺪد – ﻟﺪرﺟﺔ آﺒﻴﺮة – اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﻮز ﺑﺤﺴﺐ ﺻﻔﺎﺗﻬﻢ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ، واﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة، وأﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ – اﻷآﺜﺮﻳﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ .ﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻷﺣﺰاب واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻳﻮّﻇﻔﻮن أﻣﻮاﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ .ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ذﻟﻚ ﺳﻨﻔﺤﺺ ﻣﺪى ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻢ اﻟﻨﺎﺧﺐ . ﻓﻲ ﻋﺎم 1960 ﺣﺪﺛﺖ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ اﻷوﻟﻴﻦ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ – ﺟﻮن ﻓﻴﺘﺸﺮﻟﺪ آﻨﺪي و رﻳﺘﺸﺎرد ﻧﻴﻜﺴﻮن .وﻗﺪ اﺳﺘﻌﺎن اﻻﺛﻨﺎن ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ .ﻋﺸﻴﺔ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ آﺎن اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻣﺘﻮازﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ دﻋﻤﻪ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ .وﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ رأى اﻟﻤﺸﺎهﺪون ﻣﺮﺷﺤﻴﻦ :آﻨﺪي ، اﻟﺸﺎب اﻟﺒﺎﺳﻢ ، اﻟﻬﺎدئ ، "اﻟﻔﻮﺗﻮﺟﻴﻨﻲ "، اﻟﻤﻬﻨﺪم ، وﻧﻜﺴﻮن اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ ﻣﺮض ، اﻟﻤﺘﻮﺗﺮ و اﻟﻌﺼﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ، ﺑﺮﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﺔ .وﻗﺪ ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺟﻤﻬﻮر ﻗﻴﺎﺳﻲ ﺑﻠﻎ 75 ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺎهﺪ )هﺬا آﺎن ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ اآﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮر ﻣﺸﺎهﺪي اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن .(وﻓﺎز آﻨﺪي ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄآﺜﺮﻳﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ .هﻞ ﻓﺎز آﻨﺪي ﺑﻔﻀﻞ اﻧﺘﺼﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ؟ هﻞ ﻧﻔﻮذ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل آﺒﻴﺮ ﻟﺪرﺟﺔ اﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺤﺴﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻮن رﺋﻴﺲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة، أو ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ؟ ﻧﻮرد ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻢ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ: 1 .ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮار اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ. ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﻳﻘﺮرون ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .وﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت أن اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻳﺤﺪد ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ وﻣﺼﻠﺤﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻋﺎدة ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺬي ﺻﻮﺗﻮا ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ. • ﻗﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺪل اﻟﻌﻠﻴﺎ 84/237 "اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻘﻄﺮي ﻟﺼﺤﻔﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺿﺪ وزﻳﺮ اﻟﻤﻌﺎرف وﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺒﺚ."
|