עמוד:498
ﺗﻈﻬﺮ هﺬﻩ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ أهﻤﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻦ ﺣﻴﺚ آﻮﻧﻬﺎ آﻠﺐ ﺣﺮاﺳﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ .ﻓﺎﻻﺗﺼﺎل ﻳﻌﻠﻢ وﻳﻜﺸﻒ وﻳﻨﺘﻘﺪ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺤﻜﻢ أﻣﺎم اﻟﺠﻤﻬﻮر، وﻳﻤﻜﻦ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ إﺧﺮاج ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻴّﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. هﻨﺎك ﺻﻴﻐﺘﺎن ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ، وهﻤﺎ ﻧﺎﺑﻌﺘﺎن ﻋﻦ ﺗﺼﻮرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺪور اﻟﺼﺤﻔﻲ : اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ : ﺑﺤﺴﺐ هﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻔﻲ أن ﻳﺨﺒﺮ اﻟﺠﻤﻬﻮر وﻳﻌْﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ .ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﺮض اﻷﻣﻮر دون اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻨﻬﺎ، وﺑﻨﻴّﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮرة ﻣﺘﻮازﻧﺔ .ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ، ﻷن ﻣﺠﺮد ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت – اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻜﻠﻤﺎت – ﻳﻌﺘﺒﺮ أﻣﺮا ذاﺗﻴﺎَ. اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﺨﺮﻃﺔ: ﺑﺤﺴﺐ هﺬا اﻟﺘﻮﺟّﻪ ﻓﺈنّ اﻟﺼﺤﻔﻲ هﻮ ﺷﺨﺺ ﺻﺎﺣﺐ ﻧﻈﺮة ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﺒﻠﻮرة وواﺿﺤﺔ، وﻣﻦ ﺧﻼل وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ .وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺼﺤﻔﻲ أن ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻮاﻓﻘﺔ وﻣﻴﻮﻟﻪ . هﻨﺎك ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﺻﺤﺎب هﺬﻳﻦ اﻟﺘﻮﺟﻬﻴﻦ ﺻﺤﻔﻴﻮن ﻳﻌﺘﺒﺮون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – أي ﻣﺼﻠﺤﺔ آﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ هﻨﺎك ﺻﺤﻔﻴﻮن ﻳﻌﺘﺒﺮون أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ )اﻟﻔﻘﺮاء، واﻟﻨﺴﺎء، واﻷﻗﻠﻴﺎت (، اﻟﻴﻤﻴﻦ أو اﻟﻴﺴﺎر وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ .وﻳﺮى هﺆﻻء اﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ﺑﺄن اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻌﻨﻲ واﺟﺒﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﺟﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت . ﻗﻮة وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﻮاﻗﻊ آﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ أن إﺣﺪى وﻇﺎﺋﻒ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺗﺼﺎل ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ هﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وﺑﻠﻮرة ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻷﺧﺒﺎر. اﻷﺧﺒﺎر هﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل أﺣﺪاث اﻟﺴﺎﻋﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺳﻮاء آﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ أو اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ .ﻟﻜﻦ – وآﻤﺎ هﻮ ﻣﻌﺮوف – ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪور اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻗﺘﺮاح ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ .ﻟﻬﺬا ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮأ اﻷﺧﺒﺎر، أو ﻧﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻬﺎ أو ﻧﺸﺎهﺪهﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﺤﺺ هﻞ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻮاﻗﻊ آﻤﺎ هﻮ، أم أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻜﺲ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺑﺎرزة وﺧﺎﺻﺔ اﺧﺘﺎرهﺎ اﻟﺼﺤﻔﻲ .آﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺴﺎءل ﻟﻤﺎذا اﺧﺘﺎر اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﺮض ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺤﺎدث أو ذاك. ﻧﻘﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎر: • ﺗﻘﻴﻴﺪات اﻟﻤﺤﺮرﻳﻦ :ﻣﺪة اﻟﺒﺚ أو ﺣﺠﻢ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ . • ﺗﻘﻴﻴﺪات ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﺗﻘﻴﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ • . • ﺗﺪﺧّﻞ أﺻﺤﺎب رؤوس اﻷﻣﻮال ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ .واﻟﻤﻘﺼﻮد أﺻﺤﺎب رؤوس اﻷﻣﻮال اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﺮون ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل أو ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻧﻪ .وﺗﺪﺧﻠﻬﻢ راﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﺪواﻓﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ . • ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ راﺟﻌﻮا ص 350 – 509 .
|