עמוד:459
ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻧﺸﺄت ﻋﺎدة ﻗﻴﺎم وزارة اﻟﻌﺪل ﺑﺘﺮآﻴﺰ ﻃﻠﺒﺎت اﻟﻌﻔﻮ ، اﻟﺘﻲ ﻳﻮﻗّﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻮن ﺑﺪون اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرات وزارة اﻟﻌﺪل .وﻗﺪ ﺗﻢّ إﺗﺒﺎع هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ اﻟﻤﺆﺑﺪ .ﻓﺒﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻣﻌﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻤﺆﺑﺪ اﻋﺘﺎد وزﻳﺮ اﻟﻌﺪل أن ﻳﻘﺪم ﺗﻮﺻﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺴﺠﻨﺎء اﻟﻤﺆﺑﺪﻳﻦ ﻟﻔﺘﺮة ﺧﻤﺲ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ، وﻋﺎدة آﺎن اﻟﺮؤﺳﺎء ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ﺗﻮﺻﻴﺎت وزارة اﻟﻌﺪل ، وﻳﻮاﻓﻘﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻮ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ .هﺬﻩ اﻟﻌﺎدة ﻻ ﺗﻤﺲ ﺑﺼﻼﺣﻴﺔ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ، ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰم ﺑﻘﺒﻮل ﺗﻮﺻﻴﺔ وزارة اﻟﻌﺪل وﺑﺎﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدرة اﻟﻌﻔﻮ .ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ أن ﻳﺮﻓﺾ ﻣﺒﺎدرة وزارة اﻟﻌﺪل، وان ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ، إذا اﻋﺘﻘﺪ أن ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ هﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮر ، واﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻼت ﺗﻼﺋﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮد ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺠﻮهﺮي .اﻟﺮﺋﻴﺲ واﻳﺰﻣﺎن – ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل – آﺎن ﻳﻌﺎرض اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ اﻟﻔﻮري ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻤﺆﺑﺪ .وآﺎن ﻳﺮى اﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﺴﺠﻴﻦ اﻟﻤﺆﺑﺪ وﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﺪة ﺳﺠﻨﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺨﺎﺻﺔ .وﻓﻲ ﻋﺎم 1994 رﻓﺾ واﻳﺰﻣﺎن أن ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﺪة ﺳﺠﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﻮﻧﺎ أﺑﺮوﺷﻤﻲ • ، ﻷﻧﻪ رأى اﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻋﻘﻮﺑﺔ أﺑﺮوﺷﻤﻲ اﻟﺬي ارﺗﻜﺐ ﻋﻤﻼ رذﻳﻼ. ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻓﺘﺮاض أن ﻳﻤﺘﻨﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﻧﺸﺎط أو أن ﻳﺪﻟﻲ ﺑﺄي ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻗﺪ ﻳﻔﺴّﺮ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﺄﻳﻴﺪ هﺬا اﻟﻄﺮف أو ذاك ﻓﻲ ﺟﺪال ﺳﻴﺎﺳﻲ أو أي ﻣﻮﺿﻮع ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﺎر ﺟﺪل ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ .دﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﺲَ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، آﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، هﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻚ ﺻﻼﺣﻴﺔ وﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ، و إدارة ﺷﺆون اﻟﺪوﻟﺔ ، وﺑﻮﺳﻌﻬﺎ اﻟﺘﻔﺎوض ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻊ دول أﺧﺮى إﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺗﻠﺰم اﻟﺪوﻟﺔ .ﻓﺎﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ . وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أن ﺗﺮﻓﻊ ﺗﻘﺮﻳﺮاَ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ، ﻹﺣﺎﻃﺘﻪ ﻋﻠﻤﺎً وإﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﻮات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻦ – وآﻤﺎ ﺗﻘﺪم – ﻓﺈن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ إدارة اﻟﺪوﻟﺔ وﺷﺆوﻧﻬﺎ . ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ورؤﺳﺎء إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳﻌﺒّﺮون ﻋﻦ ﺁراﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺪوﻟﺔ :ﺑﻞ ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻧﻮرِد ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ : اﻟﺮﺋﻴﺲ إﺳﺤﻖ ﻧﺎﻓﻮن :ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1982 ، وﺑﻌﺪ اﻟﻤﺬﺑﺤﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺘﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﻲ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺻﺒﺮا وﺷﺎﺗﻴﻼ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻷهﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ، ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ إﺳﺤﻖ ﻧﺎﻓﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ رﺳﻤﻴﺔ ﻟﺘﻘﺼﻲ اﻷﺣﺪاث ، وﻗﺎل ﻣﻌﻠﻼً " :ﻣﻦ واﺟﺒﻨﺎ ﺗﺠﺎﻩ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﺗﺠﺎﻩ ﺻﻮرﺗﻨﺎ ﻓﻲ أﻋﻴﻨﻨﺎ ، آﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ واﺟﺒﻨﺎ ﺗﺠﺎﻩ • ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 9831 أﻟﻘﻰ ﻳﻮﻧﺎ أﺑﺮوﺷﻤﻲ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻈﺎهﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﺮآﺔ "اﻟﺴﻼم اﻵن "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﺎهﺮوا ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن .وﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺑﻌﺪ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻨﺒﻠﺔ أﻣﻴﻞ ﻏﺮﻳﻨﺘﺴﻔﺎﻳﻎ، وﺟﺮح ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻈﺎهﺮﻳﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ .وأدﻳﻦ أﺑﺮوﺷﻤﻲ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻤﺘﻌﻤﺪ.
|