עמוד:366
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﻟﻘﺪ أدى ﺗﻌﺪد اﻷﺣﺰاب وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ ﻋﺪم ﻓﻮز أي ﺣﺰب ﺑﺄآﺜﺮﻳﺔ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ )ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ 61 ﻋﻀﻮ آﻨﻴﺴﺖ (ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم .ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ ﺗﺤﺪد أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أن ﺗﻔﻮز ﺑﺪﻋﻢ أآﺜﺮﻳﺔ أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﺣﻔﺎﻇًﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ .وﻃﺎﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺰ ﺣﺰب واﺣﺪ ﺑﺄآﺜﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺋﺘﻼﻓﻴﺔ- أي ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ اﻧﻀﻤﺎم ﻋﺪة أﺣﺰاب ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ دﻋﻢ أآﺜﺮﻳﺔ أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ. ﺗﺘﻢ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻻﺋﺘﻼف، هﺬا اﻟﺬي ﻳﺘﻴﺢ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﻘﺪ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﺋﺘﻼﻓﻴﺔ .هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت هﻲ ﻣﺠﺮد اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺗﻮﻗﻊ ﺑﻴﻦ اﻷﺣﺰاب اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻻﺋﺘﻼف، وﺗﻔﺼﻞ ﺣﻘﻮق وواﺟﺒﺎت آﻞ ﺣﺰب ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ، اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ أﻓﺮاد ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ ﻓﻲ وﻇﺎﺋﻒ ﻓﻲ اﻟﻮزارات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻣﺪﻳﺮون ﻋﺎﻣﻮن ﻓﻲ اﻟﺸﺮآﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ وﺳﻔﺮاء(، اﻻﺗﻔﺎق ﺣﻮل اﻟﺨﻄﻮط اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ وﺧﻄﻮط اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ :ﺣﻖ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، وﺣﻖ ﻋﻀﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ هﻲ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻬﺎ اﻷﺣﺰاب اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻻﺋﺘﻼف .هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت، ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ، ﺗُﻠﺰم اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ هﻲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﻋﺎدﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺮآﺎء، وإﻧﻤﺎ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺮق اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻ ﺗﻔﺮض اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻘﻴﺪ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻨﻮدهﺎ، وإﻧﻤﺎ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺣﺪوث اﻟﺨﺮق أو ﻋﺪﻣﻪ.ﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﻤﺘﻀﺮر ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺮق اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ أو اﻟﺘﺨﻮف ﻣﻦ اﻻﺋﺘﻼف، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أن ﻳﺘﺴﺒﺐ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﺿﻮء هﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺈن أﺣﺰاب ﻟﺴﺎن اﻟﻤﻴﺰان اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺆدي اﻧﺴﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﺣﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺗﻤﻠﻚ ﻧﻔﻮذًا أآﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻮذهﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ، وﺗﺴﺘﻐﻞ هﺬا اﻷﻣﺮ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1948 ﺳﻌﻰ ﺟﻤﻴﻊ رؤﺳﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﺋﺘﻼف واﺳﻊ ﻳﻀﻢ أآﺜﺮ ﻣﻦ 61 ﻋﻀﻮ آﻨﻴﺴﺖ، رﻏﻢ أن هﺬﻩ اﻷآﺜﺮﻳﺔ )أي 61 ﻋﻀﻮ آﻨﻴﺴﺖ (آﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ .ﻧﻮرد ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ أﺳﺒﺎب ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﺋﺘﻼف واﺳﻊ: • اﻻﺋﺘﻼف اﻟﻮاﺳﻊ ﻳﻌﺰز ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ. • اﻻﺋﺘﻼف اﻟﻮاﺳﻊ ﻳﻌﺰز ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرآﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ذك أن ﻗﺴﻤﺎ آﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ إﺟﻤﺎع ﻗﻮﻣﻲ وﻋﺮﻳﺾ ﺑﺸﺄن اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺪول اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻘﻮﻣﻲ، ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ. • اﻻﺋﺘﻼف اﻟﻮاﺳﻊ، وهﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﻤﺜﻴﻼ ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺎﻻﺋﺘﻼف ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺮ ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت. • اﻻﺋﺘﻼف اﻟﻮاﺳﻊ، اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﺣﺰب ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻻﺋﺘﻼف .وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻻﺋﺘﻼف ﻣﻔﻌﻮﻟﻴﺘﻪ، ﻷن آﻞ ﺣﺰب ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﺸﺎرآﺔ، ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻮة آﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ، وهﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎوﻣﺔ ﻟﺪى ﺣﺰب ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻻﺋﺘﻼف، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﺒﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. • اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺗﻘﻠﻞ ﻋﺪد أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ، وهﺬا ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮة وﻗﺪرة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات وﺳﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ. ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ووزراﺋﻪ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﺑﻘﺪر آﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎس :اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
|