עמוד:290
اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ :ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت آﺎن ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﺿﺌﻴﻼ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻣﻤﺎ ﻗﻮّى اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻟﺪﻳﻬﻢ .هﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻜﺘﻠﻮن ﺣﻮل رﻣﻮز ﻣﺸﺘﺮآﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺠﻨﻴﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .وﻗﺪ ﺗﺠﻠّﻰ اﻷﻣﺮ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﻮرة اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﺤﺴﺐ أﺻﻬﻞ .ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻤﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺻﻌﺪة، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - إﻧﺸﺎء أﺣﺰاب ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺰب ﺗﺎﻣﻲ )اﻟﺬي اﺧﺘﻔﻰ (وﺣﺰب ﺷﺎس، وﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - ﺣﺮآﺔ آﻴﺸﺖ ﻣﺰراﺣﻴﺖ )اﻟﻘﻮس اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ.( هﻨﺎك ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ أﻻ وهﻮ أﻧﻤﺎط اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺖ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻤﻴﺰ هﺬﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺑﺤﺴﺐ اﻷﺻﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﻳﺼﻮﺗﻮن ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻴﻜﻮد، وﺣﺰب ﺷﺎس ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻣﻦ اﻷﺷﻜﻨﺎز ﻳﺼﻮّﺗﻮن ﻟﺤﺰب اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻴﺮﻳﺘﺲ. أن اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻪ اﻟﺸﺮﻗﻴﻮن ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت وﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت أﺳﺎﺳًﺎ ﻓﻲ أﺟﻬﺰة اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﺈن ﻧﺼﻒ أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ وﻧﺼﻒ اﻟﻮزراء هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺷﺮﻗﻲ )ﺑﻞ إن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻴﻮم هﻮ ﺷﺮﻗﻲ.( ﻣﻜﺎن اﻟﺴﻜﻨﻰ .ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﻣﺪن اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﻓﻲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺿﺎﺋﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﻜﺒﻴﺮة هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺷﺮﻗﻲ .اﻟﺴﻜﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻣﺮآﺰ اﻟﺒﻼد ﺗﻘﻠﺺ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ، ﺛﻘﺎﻓﺔ، وﻋﻤﻞ ﻻﺋﻖ . ﺳﻜﺎن هﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮى وﺗﻜﻮن ﻣﺪﺧﻮﻻﺗﻬﻢ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ. اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. اﻟﻔﺠﻮة ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻴﻦ اﻷﺷﻜﻨﺎز واﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﺗﺒﺮز أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻮق اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ
|