עמוד:289
وهﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ أن ﻳﺸﻐﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ - اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أدﻧﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﻨﺎز .أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺣﺠﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﺪى ﻣﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬًﺎ ﺟﺪا، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺰال هﻨﺎك ﺗﺄﺛﻴﺮ آﺒﻴﺮ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ اﻷﺳﺮﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ- اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - اﻻﻗﺘﺼﺎدي .هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻊ راﺟﻊ أﻳﻀﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺮوﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺪﺧﻞ .إن ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎواة واﻟﻔﺠﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ- اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻻ ﻳﺰاﻻن ﻗﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ. ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻗﺪ ﺗﻄﻮروا ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻣﺜﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﻌﻤﻞ، اﻷﻋﻤﺎل رﻓﻴﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮى، اﻟﺪﺧﻞ وﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ .وﻟﻜﻦ وﺗﻴﺮة ﺗﻄﻮر أﺑﻨﺎء اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ، ﻷن ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ آﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق اﻷﺷﻜﻨﺎز .آﺬﻟﻚ وﺑﺴﺒﺐ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﺈن وﺗﻴﺮة اﻷﺷﻜﻨﺎز هﻲ أﺳﺮع ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪى اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ، ﻟﻬﺬا ﻻ ﺗﺰال اﻟﻔﺠﻮة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ. فﻼﺘﺧﻻا ﺎﻘﺜﻟاﻲﻓ ﻳُﻌﺘﺒﺮ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻷﺷﻜﻨﺎز واﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﻋﺎﻣﻼ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .ﺣﻴﺚ آﺎﻧﺖ ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ رؤﻳﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد - اﻟﺬي ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺮﺑﻲ، ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ، ﺣﺪﻳﺚ، ﻣﺘﺴﺎو ودﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ .ﻟﻜﻦ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أﺣﻀﺮوا ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻤﻼ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﺷﺮﻗﻴﺎ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ، وهﺬا ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻧﻤﻮذج اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻨﺸﻮد ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ .اﻋﺘﺒﺮ ﺑﻌﺾ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻴﻬﻮدي اﻷﻗﺪم واﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ورﻓﻀﻮا ﺗﻘﺒﻞ هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ .وﻗﺪ ﻇﻬﺮ رﻓﺾ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺠﺮف واﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷﺷﻜﻨﺎزي- اﻟﺬي ﺑﻴﺪﻩ ﻗﺮار اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب- ﻣﻊ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺁﺳﻴﺎ .ﻟﻘﺪ أﻣﻠﺖ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ أن ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﺸﺮﻗﻴﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﺷﻜﻨﺎزﻳﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻏﻴﺮ أن هﺬﻩ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت أدت إﻟﻰ ﺣﺪوث أزﻣﺔ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أﺛﺎرت ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺪوﻧﻴﺔ، وآﺬﻟﻚ أدت إﻟﻰ اﻻﺿﻄﻬﺎد واﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ واﻷﺷﻜﻨﺎز وﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺘﺼﺪّع ﺑﻴﻨﻬﻢ .هﺬﻩ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻻ ﺗﺰال ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻟﺪى ﻗﺴﻢ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮون ﺟﻴﻼ ﺛﺎﻧﻴﺎ وﺛﺎﻟﺜﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺒﻼد. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪأ هﻨﺎك اﻧﻔﺘﺎح ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ .ﺣﻴﺚ اﻧﻔﺘﺤﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، وﺗﻄﻮر اﻟﻮﻋﻲ ﻟﻮﺟﻮد اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ذات اﻟﺠﻮدة ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻦ اﻟﺸﺮﻗﻲ واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﻨﻼﺣﻆ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻦ أﺻﻞ ﺷﺮﻗﻲ، ﻻ ﻳﺼﺮون ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ أﻧﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ وﻣﻐﺎﻳﺮﻳﻦ- أي ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ هﻮﻳﺔ، ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ- ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. عﺪﺼﺘﻟا ﻲﻔﺋﺎﻄﻟا :قﺮﻃ ﺮﻴﺒﻌﺘﻟا اﻟﻤﺠﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻵﺧﺬ ﺑﺎﻻزدﻳﺎد، ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮدي ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﺠﻴﺮان )اﻟﺰﻣﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺪراﺳﺔ (واﻷزواج /اﻟﺰوﺟﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﺛﻢ أن اﻟﻮﺻﻤﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻃﺎﺋﻔﺔ أﺧﺮى ﻻ ﺗﺰال ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ .
|