עמוד:243
أﺻﺒﺢ هﻨﺎك ﺗﻔﻬﻢ ﻟﻮﺟﻮد ﺗﺼﺪّﻋﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .هﺬان اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎن - أي اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ واﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ - ﻳﻌﻨﻴﺎن أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ "ﻋﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻧﻘﺴﺎم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، آﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹﺛﻨﻴﺔ، اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺘﻌﺪد اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .أﻣﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﺼﺪّع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ واﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ . اﻟﺘﺼﺪّع ﻳﻌﻨﻲ وﺟﻮد ﺣﻮاﺟﺰ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺠﺰئ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﻘﺴﻤﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﺘﻮﺗﺮ. ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺗﺼﺪّﻋﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ: 1. اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻴﻦ اﻷآﺜﺮﻳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. 2. اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ وﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ. 3. اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮد اﻷﺷﻜﻨﺎز ﻣﻦ أﺻﻞ أوروﺑﻲ وأﻣﺮﻳﻜﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺁﺳﻴﻮي وإﻓﺮﻳﻘﻲ. 4. اﻟﺘﺼّﺪع اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﺼﻘﺮي واﻟﻴﺴﺎر اﻟﺤﻤﺎﺋﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أوﺳﻠﻮ، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻀﻔﺔ وﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ هﻀﺒﺔ اﻟﺠﻮﻻن. 5. اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺒﻘﻲ- اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻴﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء، اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻷﻗﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪات اﻟﻐﻨﻴﺔ وﺑﻠﺪات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ. هﺬﻩ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ، اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، وﺗﻤﺲ ﺑﺘﻜﺘﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻓﺮاد أن ﻳﻨﺘﻤﻮا ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة .أي أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪع ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻷﺧﺮى .ﻣﺜﻼ :اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ-اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ :هﻞ هﻢ ﺻﻘﺮﻳﻮن أم ﺣﻤﺎﺋﻤﻴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻣﺘﺪﻳﻨﻮن أم ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻋﺮب أم ﻳﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻘﻮﻣﻲ، واﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﺪﻳﻨﻲ، وآﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺻﺤﺎب ﻣﻮاﻗﻒ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ أو ﻳﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ – اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، أو أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﺷﻜﻨﺎزًا أو ﺷﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ .هﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﺎدة اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ هﻨﺎك ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت.ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪّع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ - اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، أو ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺗﻼؤم ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪع اﻟﻄﺒﻘﻲ، ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺼﺪّﻋﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ .اﻟﺘﺼﺪّﻋﺎت اﻟﻤﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﻠﻞ ﺣﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻄﻮرت ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أﺟﻬﺰة ﺗﺤﺎول ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ، اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ، اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ إﻋﻄﺎء ﺣﻘﻮق ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، إﺟﺮاء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪوﻟﺔ، وﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﻤﺼﺤﺢ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ أو اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﺿﺪهﺎ. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت ﻓﺈن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎواة ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء.
|