|
עמוד:175
اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ • ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻄﻤﺢ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة ﻣﻌﻴﺎرا ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻹﺛﻨﻴﺔ )اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ( واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ . اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ أﻹﺛﻨﻴﺔ )اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ (هﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻜﻮن ﻷﻓﺮادهﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺲ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ- هﺬﻩ اﻷﺳﺲ ﻻ إرادﻳﺔ - ﻣﺜﻞ اﻷﺻﻞ، اﻟﻠﻐﺔ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ. وهﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮهﺎ )ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺮآﺲ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.( اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ- هﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ذات هﻮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮآﺔ، ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮهﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة، وﺗﻜﻮن ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄرض ﻣﻌﻴﻨﺔ .ﻓﺮاد اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ أﺳﺲ ﻣﺸﺘﺮآﺔ، وهﻲ ﺗﻮﺣّﺪ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﺗﻤﻴّﺰهﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى .ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﺳﺲ- اﻟﻠﻐﺔ، اﻷﺻﻞ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ- وهﺬﻩ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ هﻲ ﻻ إرادﻳﺔ .أي أن اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﺳﺲ ﻳﺲ ﺑﺈرادة اﻟﻔﺮد، ﻟﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻮد ﻓﺮدًا ﻣﻦ أﻣﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ أو اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﻣﻊ ذك ﻓﺈن هﺬﻩ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺑﻠﻮرة اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻹﺛﻨﻴﺔ، ﻟﻴﺴﺖ اﻷﺳﺲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺒﻠﻮرة أﻳﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ. ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺒﻴّﻦ أن ﺑﻠﻮرة اﻟﻘﻮﻣﻴﺎت )اﻟﺸﻌﻮب (ﻧﺠﻤﺖ إﻟﻰ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺗﻜﻮن أﺳﺲ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻴﺎرﻳﺔ . هﺬﻩ اﻷﺳﺲ - آﺎﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﺗﻮﺣّﺪ ﺑﺪورهﺎ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﺗﺒﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ- ﺻﺎدرة ﻋﻦ إرادة ﻣﺸﺘﺮآﺔ وﻋﻦ ﺧﻴﺎر اﻷﻓﺮاد ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ، ﻓﻤﺜﻼ، اﻷﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي دار أﺛﻨﺎء اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .هﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﺗﺒﻠﻮرت ﻋﻠﻰ أﺳﺲ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺜﻮار اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﻘﻴﻢ اﻟﺤﺮﻳﺔ، اﻟﻤﺴﺎواة واﻷﺧﻮة، وﻧﺎﺿﻠﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ .أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻘﻴﻢ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﻮرا ﻟﻠﺒﻠﻮرة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ :ﺗﺒﻠﻮرت اﻷﻣﺔ أﻣﻴﺮآﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﻔﺼﺎﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وﺑﻨﺎء إﻃﺎر وﻣﺆﺳﺴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﻣﺴﺘﻘﻠﺔ .هﺬﻩ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺘﺮاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﻄﻮر ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻣﺤﻮرا ﺑﻠﻮرة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﻷﻓﺮاد اﻷﻣﺔ اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ. ﺗﺴﻤﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ إﺛﻨﻴﺔ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺒﻠﻮر اﻷﻣﺔ وآﺬﻟﻚ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺲ ﻏﻴﺮ اﻹرادﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، اﻟﻠﻐﺔ واﻷﺻﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك، وذﻟﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻮرهﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﺧﻴﺎرﻳﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﻢ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ، وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺒﻠﻮر اﻷﻣﺔ أو هﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﺧﻴﺎرﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﻢ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻮرهﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ إﺛﻨﻴﺔ. وﻗﺪ أدّت اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ إﻟﻰ ﻗﻴﺎم اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻋﺘﺮاف اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺤﻖ اﻷﻣﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮهﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة. • ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺑﺄن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺪﻻﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺣﻲ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻻﻧﺠﻠﻴﺰي פילyבמיפoבמ .ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺸﻤﻮﻟﻲ واﻟﺬي ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ واﻟﺘﻮق اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻹﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﺣﺪة ﺗﺠﻤﻊ هﺬﻩ اﻟﺸﻌﻮب ﺑﺄآﻤﻠﻬﺎ .ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺮآﺎت واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺤﻖ آﻞ ﺷﻌﺐ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻓﻲ دوﻟﺔ ذات ﺳﻴﺎدة )آﻤﺎ هﻮ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ (ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .وﻟﻜﻦ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰي هﻨﺎك دﻻﻟﺔ أﺧﺮى ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺬي ﻳﻬﺪف ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ أو اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ. ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻳﺘﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ - اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺬي ﻳﺒﺮز ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )לאומיות( واﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺷﺮﻋﻲ واﻟﺬي ﻳﺒﺮز ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺟﻨﺴﻴﺔ أو ﻣﻮاﻃﻨﺔ )אזרחות(.
|