|
עמוד:68
ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻮاﻃﻦ ﺗﻘﻮم ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﺸﺄن أﻹﻧﺴﺎن واﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺒﺎدﻟﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ . ﺑﺪأ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻲ اﻟﺬي أﺧﺬ ﻳﺘﺒﻠﻮر ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ واﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ، وهﻮ ﺗﻮﺟﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮد اﻟﻌﻨﺼﺮ أﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ :اﻹﻧﺴﺎن هﻮ أﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺪوﻟﺔ، وهﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﺣﺮ، وﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺎﺗﻪ وﺣﻘﻮﻗﻪ . ﺗﺠﺪر أﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻗﻴﻢ أﻹﻧﺴﺎن، ﻗﺪﺳﻴﺔ أﻹﻧﺴﺎن وﺑﻌﺾ ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن وردت ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ : أﻹﺳﻼم، اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ واﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ .ﻣﺜﻼً ورد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ " :ﻓﺨﻠﻖ أﷲ أﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻪ، ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة أﷲ ﺧﻠﻘﻪ . ذآﺮًا وأُﻧﺜﻰ ﺧﻠﻘﻪ) "ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، أﻹﺻﺤﺎح أﻷول، 22.( • وﻓﻲ أﻟﻘﺮﺁن" :ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻜﻢ وﻣﺎ ﺑﻌﺜﻜﻢ إﻻ آﻨﻔﺲ واﺣﺪة إن أﷲ ﺳﻤﻴﻊ ﺑﺼﻴﺮ) "ﺳﻮرة ﻟﻘﻤﺎن، أﻵﻳﺔ28.( آﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻓﻔﻲ أﺳﺎس وﺟﻮد أﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻘﺪ أﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻓﻜﺮة ﻣﻮﻗﻊ أﻹﻧﺴﺎن :أﻹﻧﺴﺎن هﻮ أﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وهﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﺣﺮ، ﻟﻬﺬا ﻳﺠﺐ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﻪ وﺣﺮﻳﺎﺗﻪ . ﻓﻜﺮة ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﺎن اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﺤﺆول دون اﻟﻤﺲ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ- ﺳﻮاء آﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ أو ﻣﻦ أﻓﺮاد ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ أﻷهﺪاف ﻓﻘﺪ آﺎن واﺿﺤًﺎ اﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻧﻔﻮذ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻷﻓﺮاد ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ .ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن، آﻤﺎ ﻳﺪل اﺳﻤﻬﺎ، ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ادارك أﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ، اﻟﺬي ﻳﺮى أن آﻞ إﻧﺴﺎن هﻮ ﻣﺨﻠﻮق ﺑﺸﺮي، ﺑﻐّﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ دﻳﺎﻧﺘﻪ، ﻋﺮﻗﻪ أو ﺟﻨﺴﻪ .ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن ﺗﺨﺺ اﻟﻔﺮد، وذﻟﻚ ﻟﻤﺠﺮد آﻮﻧﻪ إﻧﺴﺎﻧًﺎ .هﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺤﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺺ ﻣﺠﺘﻤﻌًﺎ دون ﺁﺧﺮ . ﺣﻘﻮق أﻹﻧﺴﺎن ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ أﻹﻧﺴﺎن .ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻻ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ وهﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﻠﻄﺔ، وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺣﺮﻣﺎن اﻟﻔﺮد ﻣﻨﻬﺎ .ﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺣﻘﻮﻗًًﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أو ﺣﻘﻮﻗًﺎ أﺳﺎﺳﻴﺔ أو ﺣﻘﻮق أﺳﺎس . اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ هﻲ ﺣﻖ اﻟﺤﻴﺎة، اﻟﺤﺮﻳﺔ، اﻟﻤﺴﺎواة، اﻟﻜﺮاﻣﺔ، اﻟﺘﻤﻠﻚ واﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﻨﺼﻔﺔ. • ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﺳﻨﻌﺮض أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت.
|