עמוד:80
بخيل لا يلجأ إلى وصفه بالبخل ولا يكتفي بأن يقول إنه بخيل جدا ، وإنما يقدمه للقارئ في صورة أدبية مضحكة . ومن أمثلة ذلك ، هذا الحديثُ الذي نقله عن رجلين يسخران من أهل مدينة اشتهرت بالبخل ... يقول الرجل الأول محدثا صاحبه : - واضطرتني الظروف يا أخي إلى زيارة واحد من أهل تلك المدينة ، وكان ابنه الصغير جالسا يأكل ، فأحببت أن أمازحه ، وطلبت منه أن يعطيني لقمة لأذوق خبزهم ... فما كان من هذا الطفل إلا أن رد في الحال : - لا يا عمي ، لا ... نفسي لا ترضى أن يمتلئ فمك مرارة ! إن خبزنا يا عمي مخلوط بالعلقم ! ولم أصدق ما سمعته أذناي ، فمددت يدي إلى كوب الماء ، وإذا بالصغير يصيح به : - لا ترفع الكوب إلى فمك يا سيدي ، فماؤنا مالح ... مالح ... ولن تحتمله شفتاك ! وهز الرجل رأسه متعجبا وهو يقول لصاحبه : - هكذا حمى ذلك الصغير خبزهم وماءهم ، وظهر في صورة الشفيق الرحيم !! أسمعت بمثل هذا يا أخي ?! فقال الرجل الثاني : - لا تعجب من بخل ذلك الصغير يا صديقي ... فلو أنك رأيت أفعال الديكة في تلك المدينة لما استغربت شيئا يفعله أطفالها !! - تصور ، الديك في بلاد الدنيا يتصف بالشهامة والكرم ، يأخذ الحبة بمنقاره ويرميها أمام الدجاجة لتلتقطها ، إلا ديكة مدينة البخل هذه ! لقد رأيت ديكتها بعيني رأسي تهجم على الدجاج فتنتزع ما في مناقيرها من حب لتأكله ! عندئذ ضحك الرجل الأول وقال وهو يضرب كفا بكف : " لا عجب !!! انتقلت عدوى البخل يا صاحبي " ! إبراهيم عزوز ووصفي آل وصفي ( بتصرف )
|