| ميخائيل نعيمة ، " إليك الجواب يا بني " ، المطالعة للصف الأول الثانوي ، وزارة التربية والتعليم ، 2012 1 لا يظهر السؤال على لسانك ، وإنما يظهر في عينيك ، حين ترنو إلى الأفق البعيد تارة ، وإلى الأمواج القادمة من الرياح ، تارة أخرى ، وتعود فتسترق إلي نظرة إشفاق أو رثاء ، ولكنك لا تجد الجواب . 2 وأنا أجيبك بعد خمسة عشر عاما ، سنوات طوال ! أليس كذلك ؟ كنت فيها معذبا ، وكنت أكثر منك عذابا ، إنها ليلة يا بني تغيرت معها حياتي كلها ، غابت الابتسامة العذبة وغرقت الأماني العذاب ، وسكتت الألحان ، واكتأب وجه الزمن ، وخرجت من هذه الليلة شيئا آخر غير ما ألفه الناس مني ، وعرفوه عني . ليلة واحدة تركتها هذه السنون وراءها ، ولكنها ما زالت تطاردني في يقظتي ونومي ، في صباحي ومسائي ، في نظرات الناس وفي أحاديثهم ، وفي سمر لياليهم . فكأن لم يكن لهم من حديث سواي ... هكذا خيل لي ؟ وأظنني ما خالفت الحقيقة ، ولم أجد مهربا منهم إلا إلى هذا الشاطئ ، لأعيش مرة أخرى أحداث تلك الليلة وحدي مع البحر ، يعاتبني ، يؤنبني ، يعذبني ولكني أحتمل عتابه وتأنيبه وعذابه ، فهو الذي عرف الحقيقة الكاملة ، أما الناس فلا يعرفون إلا شي...
אל הספר