لم تكن المغامرة المثيرة وحدها الحافز وراء قراري الجريء بخوض تجربة فريدة ، لكنها الرغبة في مشاركة الآخرين قصصهم الرائعة عن جمال التجربة ولذة التحدي ، ثم نشوة الانتصار بعد الوصول إلى الهدف ، كانت جميعها الأسباب الحقيقية وراء وجود الحافز الذي جعلني أقرر بعد عامين من التدرب المتواصل ، أن أحجز تذاكر الطيران وأسافر إلى قمة كيليمنجارو . كانت الرحلة إلى مطار كيليمنجارو من نايروبي عاصمة كينيا ممتعة ، ولكنني كنت حريصة على أن اقتنص نظرة إلى الجبل . وقلت في نفسي " إذا فشلت في تسلق الجبل ، فستبقى لي هذه النظرة ! " . في تلك اللحظة رحت أسترجع معلوماتي عن الجبل ، ومما أذكره أنه بسط نفسه على مساحة طولها 80 كيلمترا وعرضها 60 كيلمترا ، ويبعد عن خط الاستواء 350 كيلمترا فقط ، وهو أحد البراكين الواقعة داخل الشق السوري الإفريقي . وكم أدهشني منظر الجبل الشامخ ، وقد تكللت قممه بالغيوم البيضاء ، رغم أنه يقع في مناطق صحراوية تمتاز بحرارتها العالية . ويعتقد العلماء أنه قد يعود يوما إلى نشاطه من جديد ؛ إذ تنبعث منه بعض روائح الكبريت . وعلى هذا ، بدا الجبل على صدر إفريقيا ماسة زاهية ، بعثت في النفس سحرا وروعة ومهاب...
אל הספר