עמוד:178
القرى الزراعية ( الموشافيم ) تأسست في مرج بن عامر في عام 1921 بلدتان : نهلال وكفار يحزقيل . كانت هاتان القريتان ، أول قريتي عمال ( موشافيم ،( وقامت على أثرهما ، في مختلف أنحاء البلاد مئات القرى الزراعية ، بعد قيام الدولة . وقد سكن في كل موشاف بين 100-60 عائلة . وعلى غرار نمط الحياة والعمل في الكيبوتسات ، فقد اعتمدت القرى الزراعية على مشاركة بين السكان ، لكن حجم هذا مشاركة والشراكة كان أقل بكثير من الكيبوتس . تأسست غالبية هذه القرى الزراعية ( وعددها ( 409 كبلدات للعمال المزارعين ، وتأسست قلة منها فقط ( وعددها ( 43 كبلدات تعاونية . اعتاش أعضاء هذه البلدات ، من العمل في الزراعة ، وسمح لمن لم يكن مزارعا بالعيش في البلدة ( الموشاف ) فقط إذا كان من أصحاب الوظائف والمناصب العامة . تم توزيع الأراضي التي خصصتها الدولة لكل قرية زراعية ( موشاف ) بالتساوي بين العائلات . وقامت كل عائلة بإدارة شؤونها ومزرعتها بشكل مستقل ، وفي حالات الحاجة القصوى تم تشغيل عمال مؤقتين من الخارج . للحفاظ على الإطار الاقتصادي للموشاف ، تقرر أنه بمقدور كل عائلة أن تورث مزرعتها لواحد من الأبناء أو البنات فقط ( د . ( 69 تطورت غالبية الموشافيم جيدا وشهدت ازدهارا اقتصاديا . وقد أدخل سكان هذه الموشافيم إلى قطاع الزراعة أجهزة وأدوات زراعية متطورة وأساليب عمل حديثة . ازداد المنتوج الزراعي وخصص قسم منه للتصدير . أدى النجاح الاقتصادي إلى رفع وتحسين مستوى والمعيشة وتحسين الخدمات داخل الموشافيم ، ولكن بعض هذه الموشافيم ، وتحديدا ، تلك الواقعة بعيدا عن وسط البلاد ومركزها ، اضطرت إلى مواجهة مصاعب اقتصادية كبيرة منذ تأسيسها . الموشافيم تتغير هي الأخرى كانت سنوات الـ ، 80 سنوات الأزمة الاقتصادية في البلاد ، قاسية للغاية على فرع الزراعة ، وقد تعرضت قرى زراعية كثيرة لأزمة . فقد غمرت المحاصيل الزراعية الوفيرة أسواق البلاد وانخفضت الأسعار . واضطرت المنتجات الزراعية المصدرة للأسواق العالمية إلى منافسة منتجات الدول الأخرى ، فانخفضت الأرباح أيضا . لم يعد بمقدور قطع الأراضي الصغيرة أن تعيل أصحابها ، وتكبد مزارعون كثيرون ديونا باهظة ، وبدأ قسم من سكان هذه القرى الزراعية التعاونية ، بالبحث عن مصادر دخل جديدة ، سعيا للخروج من الأزمة : تكن قسم منهم من إيجاد عمل إضافي ، لكنهم واصلوا العمل في مزارعهم . قام آخرون بتوسيع مزارعهم عبر شراء ، أو استئجار أراض زراعية . هناك من تحولوا لاستخدام الأراضي لغير الحاجات الزراعية : تأجير وحدات سكنية ومخازن أقيمت على أراض زراعية ، وتطوير مصالح تجارية مختلفة مثل المطاعم ، وقاعات الأفراح ، وغرف للضيافة ، وخدمات سياحية وبناء مشاغل مختلفة . استخدام هذه الأراضي لهذه الأغراض ليس مقبولا على جميع أعضاء وسكان الموشافيم ، وقد نجم عن هذا الأمر توتر شديد في عدد كبير من الموشافيم . قرية عمال ، موشاف : بلدة أقيمت على أراض تابعة للدولة ، واعتاش سكانها بالأساس من العمل بالزراعة . وقد تعاون سكان البلدة على شراء المعدات الزراعية ، وفي تسويق منتجاتهم ، لكن عملية الإنتاج ، والاستهلاك كانت تتم بصورة شخصية لكل عائلة على انفراد . الشراكة والتعاون ، القائم اليوم بين سكان الموشاف قليل ، ومصادر الدخل متنوعة . بلدة تعاونية : قرية زراعية؛ نوع من حل وسط بين الموشاف والكيبوتس- حيث يتم الإنتاج وشراء المعدات الزراعية ، وتسويق المنتجات بصورة مشتركة ، وكما في موشاف العمال - فإن الاستهلاك هو بصورة فردية لكل عائلة .
|