עמוד:124
124 01 الجُدر يُّ 3 يُعتقَدُ أنّ الجدر يَّ ظهرَ لأوّلِ مرّةٍ في مصرَ قبلَ نحوِ ثلاثةِ آلفِ عامٍ . تفشّى الجدر يُّ في أماكنَ متفرّقةٍ في مختلفِ أرجاءِ العالمِ وفي حقبٍ زمنيّةٍ مختلفةٍ، وحصدَ أر واحَ أكثرِ مِن ثلاثِمئةِ مليونِ شخصٍ . كانَ الأوروبّيّونَ قد أدخلوهُ إلى أمريكا الشماليّةِ وأمريكا الجنوبيّةِ في القرنِ الخامسَ عشرَ، وتسبّبَ في مقتلِ غالبيّةِ السكّانِ الأصليّينَ في المكسيكِ . 4 وردَ أنّ الطبيبَ البريطانيَّ إدوارد جينر ( EDWARDJENNER ) كانَ قدِ استخدمَ جدر يَّ البقرِعامَ 1796 لتحصينِالأشخاصِضدَّالجدر يِّ، ما ساعدَفي تشكيلِمناعةٍداخلَأجسامِهم، ومهّدَ الطريقَ أمامَ الأبحاثِ والدراساتِلكتشافِ لقاحٍ ضدَّ الجدر يِّ، فانخفضَتْ حالتُ الإصابةِ 1 انتهاءَ الجدر يِّ واختفائِهِفيهِ انخفاضًا كبيرًا . وفي عامِ 1980 أعلنَتْ منظّمةُ الصحّةِ العالميّةُ مِنَ العالمِ وانتصارَ البشرِ عليه . مِن أكثرِ الأوبئةِ انتشارًا وأشدِّها فتكًا عبرَ التاريخِ : 1 سيتمُّالتعريفُ بمنظّمةِالصحّةِالعالميّةِ خلالَنصِّالستماعِ . 02 طاعونُ جستنيان 5 ظهرَ طاعونُ جستنيان أوّلَ مرّةٍ في مصرَ عامَ 145، ثمّ انتقلَ عبرَ ميناءِ الإسكندريّةِ إلى روما الشرقيّةِ في عهدِ الإمبراطورِ جستنيان . امتدَّ طاعونُ جستنيان إلى الإمبراطوريّةِ الساسانيّةِ ( الفارسيّةِ ) ومعظمِالمدنِالمطلّةِعلى البحرِالأبيضِالمتوسّطِ . تشيرُ بعضُ المصادرِ التاريخيّةِ إلى أنّ طاعونَ جستنيان حصدَ أر واحَ أكثرَ مِن ثلاثينَ مليونَ شخصٍ، أي حوالي نصفَ عددِ سكّانِ العالمِ آنذاكَ . 6 لم يتّخذِ الناسُ آنذاك إجراءاتٍ حازمةً ضدَّ انتشارِ المرضِ الذي أصابَ حتّى حيواناتِ الشوار عِ فنفقَ منها الآلفُ، وبسببِ إهمالِ الناسِ في دفنِ الحيواناتِ تفشّى الطاعونُ أكثرَ . كانَتْ للطاعونِ تبعاتٌ اقتصاديّةٌ كبيرةٌ على مستوى العالمِ لتسبّبِهِ في وقفِ حركةِ التجارةِ تمامًا بينَ المدنِ . كذلك، أعاقَ الطاعونُ جهودَ الإمبراطورِ جستنيان في توحيدِ أراضي ر وما الشرقيّةِ والغربيّةِ، وأضعفَ مِن قوّةِ الإمبراطوريّةِ البيزنطيّةِ؛ ما سهّلَ على الدولِ الأخر ى استردادَ أراضيها منها، بل والإغارةَ على أراضٍ جديدةٍ وتأسيسَ دولٍ وممالكَ جديدةٍ .
|