|
עמוד:15
15 المحورُ الأوّلُ - مِن عالمِ الفنونِ 4 التجريسُ بالشخصِ أيِ التنديدُ به والتصْريحُ بعيوبِهِ أمامَ الناسِ . عزّةُ : [ تهمسُ متلجلجةَ الصوتِ ] ولكن . . . إنّه يُشبهُ أبي ! أمُّ عزّةَ : ماذا أصابَكِ يا ابنتي؟ ! ل شكَّ أنّكِ محمومةٌ، وأنّ رهبةَ القصرِ شوّشَتْ عقلَكِ . الملكُ : ل بأسَ أيّتُها المرأةُ . . . أعرفُ أنّ المرارةَ تعمي البصيرةَ . عندما ينقلبُ حظُّ المرءِ ينهشُ نفسَهُ . ننتقلُ الآنَ إلى التجارةِ والتجّارِ . . . هلِ استأذنَ ز وجُكِ الشهبندرَ حينَ فتحَ محلَّهُ؟ أمُّ عزّةَ : ولِمَ يستأذنُهُ يا موليَ؟ ! أليسَ لكلِّ واحدٍ الحقُّ في أن يفتحَ محلاًّ للرزقِ؟ الملكُ : نعم، لكلِّ واحدٍ الحقُّ في أن يفتحَ محلاًّ للرزقِ، ولكن لكلِّ واحدٍ، أيضًا، الحقُّ في أن يحميَ محلَّ رزقِهِ ويُديرَهُ وَفقَ مصلحتِهِ . كلُّ ما فعلَهُ الشهبندرُ، وهو ما يفعلُهُ دائمًا، أنّهُ حمى نفسَهُ ورزقَهُ . التجارةُ حلالٌ والمنافسةُ أيضًا حلالٌ . حينَ فتحَ زوجُكِ محلَّهُ دونَ أن يتّفقَ معَ الشهبندرِ صارَ خصمًا ومنافِسًا . لم يسرقْهُ أحدٌ ولم يغشَّهُ أحدٌ، وإنّما ورّطَ نفسَهُ في مبارزةٍ أكبرَ مِن مقدرتِهِ وإمكانيّاتِهِ، وكانَتِ النتيجةُ أنّهُ خسرَ وأفلسَ . نعم، لكلِّ واحدٍ الحقُّ في المبارزةِ، ولكن للآخَرِ، أيضًا، الحقُّ في أن يكسبَ المبارزةَ . كانَ بالأحر ى أن توجّهي شكواكِ ضدَّ زوجِكِ؛ فهو سببُ كلِّ بلائِكِ، ولأنّهُ قليلُ الهمّةِ عديمُ الحيلةِ، وجدَ أنّ الأسهلَ هو أن يُلقيَ التبِعَةَ على الآخرينَ، وأن ينالَ منهم . . . ثمّ ماذا؟ . . . غرقَ في الكأسِ واليأسِ . أيّتُها المرأةُ، حينَ يضربُ سوءُ الحظِّ بعضَ رعيّتي، أشعرُ بالكتئابِ . هذه الجلسةُ طالَت، وهاكِ أحكامي، سجّلْ أيّها الوزيرُ : [ ينتفضُ عرقوب مِن ذهولِهِ، 4 يُدارُ بهِويحاولُ أن يسجّلَ الأحكامَ . . . الملكُ يتّخذُ وضعًا بالغَ الجِدّيّةِ ] حكمْنا على زوجِ هذه المرأةِ بالتجريسِ : في كلِّ أسواقِ المدينةِ، مِنَ البابِ الصغيرِ إلى الساحةِ المركزيّةِ . وقسمْنا لهذه المرأةِ جَعالةً سنويّةً مقدارُها خمسُمئةِ درهمٍ، يدفعُها الوزيرُ مِن مالِهِ، ومقابلَ ما يدفعُهُ تُعهَدُ إليهِ هذه الفتاةُ، ولهُ أن يتزوّجَها، أو أن تكونَ جاريةً في قصرِهِ . عزّةُ : [ تستندُ إلى أمِّها صارخةً ] مولي . . . الملكُ : [ يدقُّ الصولجانَ ] انتهَتِ الجلسةُ . هيّا أيّها الوزيرُ . . . ّسعد الله ونوس، الملك هو الملك
|