עמוד:92

أ . جعلُ الفصيحةِ لغةَ التخاطبِ هناكَجماعةٌقليلةٌتعتقدُأنّجعلَاللغةِالعربيّةِالفصيحةِلغةَالتخاطبِ، كما كانت في الزمنِالقديمِ، يحلُّ المشكلةَاللغويّةَ . ولكنْ، لنفرضْأنّاللهَسبحانَهُوتعالى أرادَأن يُظهِرَللناسِأعجوبةً، فأفاقَالعربُغدًا وقد نسوا لهجاتِهم المحكيّةَوبدأُوا حياتَهم اللغويّةَمِن جديدٍ : التخاطبَباللغةِالفصيحةِ، نحن نؤكّدُأنّالتاريخَ سيعيدُنفسَهُحتمًا : بعدَجيلٍأو جيلَيْنِسوفَتنحلُّهذه اللغةُإلى لهجاتٍمحكيّةٍ، والتاريخُيشهدُعلى صحّةِ ما ندّعي؛ ألَمْيتكلّمِالناسُاللغةَالفصيحةَعلى زعْمِبعضِهم؟ ألَمْيَقُلِالواحدُمنهم : "يا غلامُ، اِذهبْإلى السوقِواشترِلنا رطلاًتمرًا باثنَي عشرَفَلْسًا . "؟ ولكنْ، لماذا تخلّى الناسُعن لغةٍكهذه؟ إنّالناسَلم يُدرِكوا يومًا أنّهمِ انحرفوا عنِ اللغةِ الفصيحةِ، فقد تمَّ ذلكَ عن غيرِ وعيٍ منهم . وعليْهِ، ل يمكنُ أن نأخذَ بهذا الحلِّ . ج . فرضُ لهجةٍ قائمةٍ على ضوءِتاريخِعلمِاللغةِ، فإنّفرضَلهجةٍمعيّنةٍمُستخدَمةٍفي بلدٍمعيّنٍلتصبحَلغةًمشترَكةًهو أمرٌ يمكنُتحقيقُه؛ إذ ليسَتِاللغةُالعربيةُالفصحى إلّلهجةَقبيلةِقُرَيْش، وليستِاللغةُالإنجليزيّةُإلّلهجةَ مدينةِلندن . ولكنْ، هل في الجوِّالعربيِّما يبشّرُبذلكَ؟ هل نرى في المستقبلِالقريبِبلدًا عربيًّا يفرضُذاتَه سياسيًّا وعسكريًّا وأدبيًّا على جميعِالأقطارِالعربيّةِفيوحدُّها، ويفرضُعليها لهجتَهُالخاصّةَ؟ إنّنا ل نرى في الأفقِالعربيِّما يبشّرُبوقوعِأمرٍكهذا؛ أيرضى اللبنانيُّعن ذلك؟ هل تعترفُبغدادُبأفضليّةِلهجةِالقاهرةِ؟ [ 1 [ وهل يقبلُ الدمشقيُّ أن يتخلّى عن "شلونك سيدي؟" ويُحلَّ محلَّها "ازّيّك يا أخي؟" ! ؟ د . وضعُ لغةٍ مُوحَّدةٍ وقبلَبحثِهذا الحلِّنرى أن نوضّحَمعنى قولِنا "وضعُلغةٍمُوحَّدةٍ" . إنّهذا المصطلحَيعني خلقَلغةٍ جديدةٍ، وفرْضَها على المجتمعِلتحلَّمحلَّلغةٍأخرى . ولكنّالسؤالَالذي يطرحُنفسَهُ : هل يمكنُوضعُلغةٍ؟ إنّالناسَ، إزاءَهذهِالقضيّةِ، منقسمونَإلى فئتَيْنِ : الأولى تقولُباستحالةِفرضِلغةٍجديدةٍ، لأنّفي اللغةِ الأصليّةِروحَالأمّةِمنذُأن تكوّنَتْ، وتدّعي أنّاللغةَالموضوعةَسوفَتكونُلغةًاصطناعيّةً، وسوفَتُفقدُالناسَ أدبَهم، وتقطعُصلتَهم بالتاريخِ، وتسلبُهم أساطيرَهم وأغانيَهم ونكاتِهِم وأمثالَهم . وفي المقابلِ، ترى الفئةُ الثانيةُأنّالإنسانَقد بلغَفي تقدّمِهِالحضاريِّمستوًى يفرضُعليْهِالتعاونَالفكريَّمِن أجلِوضعِلغةٍجديدةٍ [ 2 [ مُشترَكةٍ، كلغةِ الإسبرانتو مثلاً . “شلونك سيدي؟” ( في اللهجةِ السوريّةِ ) و”ازّيّك يا أخي؟” ( في اللهجةِ المصريّةِ ) أي : “كيفَ حالُك؟” . 1 يتحدّثُ بلغةِ الإسبرانتو اليومَ نحوَ مليونَي شخصٍ حولَ العالمِ . انظر كتابَ العربيّةُ لغتُنا للصفِّ التاسعِ ص 240 - 249 . 2 92

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר