עמוד:164
والحقُّأنّالطامةَالكبرى تكمنُفي انسياقِالمجتمعِخلفَهذهِالتفاهاتِمدمنًا عليها، وفي سيرِكثيرٍمِنَ "اليوتيوبرز" خلفَرَكْبِهذهِالسخافةِ، فها هم يُنشئونَالمزيدَمِنَالفيديوهاتِ، ويقدّمونَالمزيدَمِن تلك التحدّياتِ، وينسخونَتلك النماذجَالفارغةَ، حتّى وصلْنا إلى واقعٍ"يوتيوبيٍّ" تملأُهُالهرطقةُوالتفاهةُ، وشَحْذُ الــ "ليكاتِ" دونَحفظِالكراماتِ، والنجرارُخلفَشهرةٍمؤقّتةٍأعمَتْعيونَالكثيرينَ . إنّهُواقعٌيدقُّناقوسَ الخطرِالذي يُحْدِقُبمجتمعاتِنا . هل سألَ"اليوتيوبر" نفسَهُما قيمةُهذهِالفيديوهاتِ؟ ما الفائدةُالتي يجنيها المتابعونَ منها؟ ما عواقبُ هذا التحدّي أو ذاكَ؟ 2013 ) . تدورُأحداثُذلكَهذا الواقعُاليوتيوبيُّيذكِّرُنا بالفيلمِالأمريكيِّالشهيرِ"إبريقُالشايِالنحاسيُّ" ( الفيلمِحولَزوجَينِفقيرَينِيحصلانِعلى إبريقِشايٍنحاسيٍّقديمٍ، ويكتشفانِفيما بعدُأنّالإبريقَيُخرِجُ المالَكلّما تعرّضَأحدُهما لأذًى في جسدِهِأو في مشاعرِهِ، ويزيدُمبلغُالمالِكلّما كانَتِالأذيّةُأكبرَ . لم يكتفِ الزوجانِبأذيّةِنفسَيْهما، بل تجاوزا ذلك إلى إيذاءِالآخرينَ، فحصلا على الكثيرِالكثيرِمِنَالمالِ، لكنّهما خسرا في المقابلِكلَّشيءٍ، حتّى نفسَيْهِما . وهذا هو مصيرُالسطحيّينَمِنَ"اليوتيوبرز"؛ إذ مهما ارتفعَرصيدُهم مِنَالمشاهدةِوالمتابعةِفسوفَتختفي شهرتُهم، وسوفَتذهبُأموالُهم أدراجَالرياحِ . أمّا ذلك المحتوى السطحيُّ لفيديوهاتِهم، فسوفَ يبقى وصمةَ عارٍ تلاحقُهم مدى الحياةِ . لكن، وفي مقابلِذلك الجانبِالمظلمِلستخدامِقنواتِموقعِ"يوتيوب"، هناك أشخاصٌيستخدمونَهذه القنواتِبشكلٍصادقٍونزيهٍ، فيسعَوْنَإلى مساعدةِالآخرينَمِن خلالِما يعرضونَعليها . وهؤلءِيُشادُبهم؛ فمنهم، مثلاً، مَن أعلنَعن رغبتِهِفي "شَعْبَنةِ" العلومِ، وسعى إلى إيصالِها إلى كافّةِالناسِبأسلوبٍبسيطٍ كوميديٍّ، ومِنهم مَن خرجَمِن رحمِالحرمانِواليُتْمِوالفقرِبِعَينٍمُتبصّرةٍوفكرٍناقدٍوهمّةٍيسيِّرُها القلقُعلى المجتمعِ، فانشغلَبــِ"الإنسان" وعالجَقضاياهُالهامّةَ، كقضايا المرأةِوغلاءِالمعيشةِوحريّةِالرأيِ، وما إلى ذلك مِن قضايا اجتماعيّةٍ وإنسانيّةٍ عامّةٍ . 164
|