עמוד:172
› مكانة الخطاطين اليوم ، بعد أن استأثر الكومبيوتر بجميع الأعمال الفنية وبتصميم الخطوط . لا شك أن للكومبيوتر ، بإمكاناته الهائلة ، أثرا كبيرا في جميع مجالات الحياة ؛ إذ يمكننا من الانفتاح على الكتابة في جميع لغات العالم ، ويمتاز بالدقة والسرعة في الإنجاز . فهو يمنح المجال واسعا للإنسان فيما يخص عالم الخطوط والكتابة ، وبالتالي تولدت مهن جديدة في هذا المجال ، كالجرافيكا المحوسبة ، وأثرت في تصميم اللافتات وعناوين الكتب وغيرها ... واليوم يستطيع أي إنسان أن يصمم ، وأن يصنع اللافتات دون أن يقف على قوانين الخطوط وأنواعها . ولذلك ، إزاء هذا الواقع ، تخلت أدوات الخط عن مهامها ، فانزوت في الدروج وعلى الرفوف ، وتخلى صاحبها عن مهنته التي زاولها أعواما طوالا ، ليتطور مع ما تمليه عليه روح العصر . › حدثنا عن حظك في النشر . لقد نشرت عدة مقالات عن الخط العربي في مجلة المواكب ، التي كان يصدرها الشاعر المرحوم جمال قعوار ، تحت عنوان " حضارة وتاريخ " ، وهناك كتبت عن تاريخ الخطوط العربية وتطورها وأنواعها ، مع نماذج من هذه الخطوط ، وقمت بكتابتها مع شرح واف لميزان الحروف وقواعدها . وكان هدفي من النشر تعريف الناس بخطوطنا العربية وتطورها قديما وحديثا . › أنواع الخطوط التي تحب أن تكتبها . في الحياة اليومية أكتب عادة خط الرقعة لسهولة أدائه . وفي اللوحات أختار خط الثلث لبهائه وجلاله . أما الخط الفارسي فله رونقه وألقه الخاص ، وفي بعض الأحيان أكتب خط النسخ ... واللوحة المشرقة هي التي تشدنا بتناغم صور وهندسة حروفها ، وعمق معانيها ، عندها نحس بساعة الإشراق التي عاشها كاتب اللوحة . › هل هناك علاقة بين كاتب الخط وخطه؟ العلاقة بين الخطاط وخطه كالعلاقة بين الشاعر وقصيدته ، أو بين الأديب وأسلوبه . وكما قال أفلاطون : " الأسلوب هو شخصية الكاتب " . فعندما ننعم النظر في حروف اللوحة نشعر بأنفاس كاتب الخط وروحه .
|