עמוד:88

نص الاستماع السحابة السوداء اليوم هو ثالث الأيام على التوالي تمر على سامي وهو متغيب عن الدراسة . ظنت مربية صفه أنه قد سافر إلى أعمامه بالقرية أو عنده ظروف حالت بينه وبين مجيئه إلى المدرسة ، لكن بعد هذه الأيام الثلاثة من غيابه دفع الأمر مربيته لتهاتف والده لتسأل عن حاله ، فطمأنها والده إنها مجرد وعكة صحية أدت إلى سعال شديد لديه . بينما العائلة تجلس حول مائدة طعام العشاء . دخلت " سلوى " إلى الجلسة وهي تسعل بشدة قابلتها الوالدة بالسعال أيضا سعالا شديدا . قالت الأم وهي تغالب سعالا أصابها : " ما هذا ؟ يبدو أننا قد أصبنا بعدوى من سامي بحيث تعرضنا نحن أيضا لنوبة برد شديدة " . قال الوالد وهو يرفع المنديل الورقي إلى أنفه : " ما أصابكم ليس نوبة برد كما ظننا ، وسامي لم تصبه نزلة برد كما أخبرني الطبيب ... فقد علمت اليوم من مصادر إخبارية أن البلاد تتعرض لسحابة سوداء ... تلك السحابة تلف البلاد منذ وقت غير بعيد فتزكم الأنوف وتلهب الصدور ، وقاكم الله شر السوء " . " السحابة السوداء "؟ ! قال سامي متعجبا ، ماذا يعني ذلك يا أبي ؟ ولماذا كثر الكلام عنها ؟ هل هي قادمة من بلاد بعيدة فنتصل بالمسئولين لنوقف تلك السحابة ؟ ! قالت سلوى : " إذا نشكو الأمر إلى الهيئات المسئولة " . أجاب الوالد وهو متضايق من تلك السحابة السوداء : " الأمر لا يحتاج إلى تقديم شكوى أو شكاوى إلى تلك الأماكن يا ابنتي . " . قالت الأم : " بالأمس جمعت الملابس المغسولة من فوق حبل الغسيل بعد أن جفت ففوجئت بأنها تحتاج أن أعيد غسلها ثانية " . قال الجميع : " لماذا ؟ ! " . قالت الأم : " لأنني لاحظت أن هناك ذرات سوادء من الكربون قد علقت بالملابس وخاصة بالملابس الناصعة البياض " ، ثم أردفت قائلة : " من يا ترى هذا المسبب لتلك السحابة السوداء يا أبا سامي ؟ أتعرف من يكتم أنفاسنا ويزكم أنوفنا ؟" قال سامي : " ألم تقرأ يا أبي في تلك الكومة المكدسة من الجرائد عمن كان السبب في تكوين تلك السحابة السوداء ؟" فأجاب أبو سامي بكل هدوء ولكن بامتعاض : " الذي يصنع تلك السحابة السوداء أو السحب السوداء هم حارقو النفايات وبقايا النباتات الجافة ، يكومونها بجانب بيوتهم أو على أقرب مكب نفايات ، ثم يقومون بحرقها في ظلام الليل وفي غفلة عن أعين الناس والمراقبين من السلطات " . قالت سلوى : " ألا نبلغ أولئك المسئولين عمن هو مسئول عن حرق هذه النفايات ؟ فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس يا أبي ، ليعاقبه القانون ، فهناك من الناس من لا يخاف ولا يستحي إلا بالردع عن عمل السوء " . قال الأب : " إنه من الممكن أن يتم تجميع النفايات في مكان ويتم تقطيعها بماكنات خاصة ثم معالجتها بأسلوب علمي يتم من خلالها استخراج نوع من الغاز يستفيد منه الناس في الطهي وغيره من الأعمال المنزلية " .

מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר