|
|
עמוד:55
الدول الإسكندنا ڤ ية – تدخل واسع للدولة في النشاط الاقتصادي الدول الإسكندنافية – السويد ، النرويج ، الدانمرك ، وفنلندا – تعتبر نموذجا مثاليا لدول الرفاه الاجتماعية – الديمقراطية الشمولية التي نجد فيها تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي واسعا جدا ، كما أن نسبة الضرائب التي يدفعها المواطنون مقابل ذلك عالية . من بين دول الرفاه الاجتماعية – الديمقراطية ، تقع هذه الدول بالذات على أقصى يسار المحور ، في هذه الدول توفر الدولة لمواطنيها نظام رفاه واسعا وسخيا جدا . على سبيل المثال : - جهاز التربية والتعليم الحكومي مجاني ابتداء من رياض الأطفال وحتى إنهاء اللقب الجامعي الأول . كما يحصل طلاب الجامعات على منح للمعيشة بقيمة 3 , 000 ش . ج . في الشهر لمدة 6 سنوات . - يستطيع الوالدان الحصول على ميزانية من الدولة مقابل العناية بأولادهما حتى سن 3 سنوات في بيتهما . - في المدارس الحكومية تقدم للتلاميذ وجبة غداء مجانا . - يحق لكل والد الحصول على إجازة والدية على حساب الدولة من أجل قضائها مع أولاده : عن كل ولد – حتى بلوغه سن 8 سنوات يستطيع الوالد أن يستغل 480 يوم إجازة . - الدولة تحدد سقفا ( حدا أعلى ) لأسعار تأجير البيوت . إلى جانب خدمات الرفاه الواسعة تتميز الدول الإسكندنا ڤ ية بتنظيمات مهنية قوية ، ديمقراطية تحظى بحقوق كثيرة . هذه كلها وغيرها توفر لمواطني هذه الدول مستوى معيشة عال جدا . الولايات المتحدة الأمريكية – تدخل قليل للدولة في النشاط الاقتصادي الولايات المتحدة هي النموذج الأبرز لدولة الرفاه النيوليبرالية التي تعتبر فيها حرية الفرد هي قيمة عليا ، وعليه تقلل الدولة من تدخلها في النشاط الاقتصادي . وهذا هو أحد الأسباب لعدم وجود تأمين صحي حكومي للجميع . التأمين الصحي الخصوصي مكلف جدا ، والكثير من المواطنين هناك غير مؤمنين صحيا لأسباب اقتصادية وغيرها . التأمين الصحي الحكومي مقلص ، وهو مقصور على المحتاجين الذين لا يعملون ، وأصحاب الدخل المتدني جدا ، والمسنين . وهكذا تكون وضع فيه حتى سنة 46 – 2010 مليون أمريكي ( من حوالي 300 مليون ) لم يكونوا مؤمنين في أي تأمين صحي ، والكثيرون منهم اضطروا إلى التنازل عن العلاج الطبي الذي لم يتمكنوا من التمتع به بسبب أسعاره الباهظة . جدير بالذكر أن هنالك بحثا أجري في كلية الطب في جامعة هارفارد ونشر في كانون أول 2009 وفيه تبين أن حوالي 45 , 000 أمريكي يموتون سنويا بسبب عدم وجود تأمين صحي لهم . في آذار 2010 نجح الرئيس الأمريكي أوباما ، ولأول مرة في تاريخ الدولة في أن يمرر في مجلس النواب الأمريكي قانون التأمين الصحي الحكومي . لكن القانون الجديد ما زال لا يوفر تأمينا صحيا للجميع : وسع القانون التأمين الحكومي للمحتاجين قليلا وأضاف تسويات تمكن ذوي الدخل المتدني من شراء تأمين صحي رخيص من شركات التأمين الخصوصية . التغيير المهم هنا هو أن شركات التأمين الخصوصية صارت ملزمة ، حاليا ، بتأمين كل من يرغب في تأمين صحي ، حتى وإن كان مريضا . أجرى عالم نفسي - اجتماعي في جامعة لستر في إنجلترا ، بحثا تبين من خلاله أن سكان الدانمرك هم الأكثر سعادة في العالم . استند البحث على معطيات جمعت من 178 دولة وعلى 100 بحث عالمي أجرتها منظمات دولية من بينها الأمم المتحدة ، ومنظمة الصحة العالمية ، مستوى السعادة تحدد بناء على عوامل مختلفة أهمها الصحة والقدرة الاقتصادية والتعليم . بعد الدانمرك وحتى المرتبة العاشرة تأتي كل من : سويسرا ، النمسا ، أيسلندا ، جزر بهاما ، فنلندا ، السويد ، بوطان ، بروني وكندا . جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تقع في المرتبة ال 23 وبريطانيا في المرتبة ال ، 41 وألمانيا في المرتبة ال ، 35 وفرنسا في المرتبة ال 62 وإسرائيل في المرتبة ال ... 58 يصف روبرت بتنام ، عالم اجتماع أمريكي معاصر ، في كتابه " – Bowling Alone انهيار وبعث الأمة الأمريكية " من سنة ، 2000 يصف المجتمع الأمريكي المعاصر على أنه مجتمع أفراده منعزلون عن عائلتهم ، وأصحابهم ، وجيرانهم – إلى درجة أن البعض يذهبون إلى اللعب بلعبة الباولينغ لوحدهم دون شريك . فحص بتنام متغيرات مختلفة منها : عضوية في التنظيمات ، التصويت في الانتخابات ، زيارة الأصدقاء وغيرها ، واكتشف أنه حصل تدهور خطير في رأس مال المجتمع الأمريكي الاجتماعي ، أي ، في السمات الاجتماعية التي تفسح المجال أمام التعاون والعطاء المتبادل والثقة . وهو يبكي اضمحلال المجتمع التقليدي ، واختفاء المؤسسات الثقافية التي كانت مكانا يلتقي فيه الناس وضياع روابط الصداقة والالتزام المتبادل ، والتضامن والتكافل بين الأفراد في المجتمع .
|
|