עמוד:22
ريشة السهم حتى أذنه ، صوب السهم ورماه . طار السهم في الهواء صوب أعلى غصن في شجرة الكستناء . صاح " روبين : " " ما رأيك يا صديقي العزيز بهذه الرمية " ?! فكان رد الرجل المتفاجئ بأن سلم على " روبين" وعرض عليه أن يكون واحدا من أفراد مجموعته ، شرط أن يتخلى عن فكرة المسابقة في رمي السهام . وافق " روبين هود" على العرض ، وذلك بعد أن استمع لحكايات أفراد المجموعة الذين التجأوا جميعهم إلى الغابة واعتبروا خارجين عن القانون ، لأن بعضهم خالف القانون باصطياده غزالا نظرا لتضور أسرهم جوعا؛ والبعض الآخر ممن جردوا من أراضيهم وأموالهم بالاحتيال عليهم . جميعا حسبوا خارجين عن القانون ظلما . عاش " روبين" معهم في الغابة تدفعه الرغبة في تحقيق المساواة وتقديم المساعدة للمحتاجين والمظلومين . وكان أمهرهم في رمي السهام . وفي غضون عام ، اختاروه زعيما لهم . وقد أقسموا أن يحاربوا الأشرار ، وقطعوا وعدا بألا يلحقوا ضررا بطفل أو امرأة . وبعد مدة وضع الناس ثقتهم في " روبين هود" وأتباعه مادحين إياهم ومتناقلين فيما بينهم حكايات مغامراتهم في غابة " شيروود ، " وظلوا يتناقلون بينهم هذه الحكايات إلى يومنا هذا . وإليكم إحدى هذه الحكايات : " روبين هود" يساعد الفارس الحزين يحكى أنه في أحد أيام تشرين الأول سار " روبين هود" ورجاله في غابة " شيروود ، " وفي ذلك الوقت ظهر في الأفق فارس طويل القامة ممتطيا جواده . وكانت ثيابه بسيطة لكنها متقنة الصنع ، ولم يكن يرتدي أي حلي أو خواتم مرصعة بالمجوهرات ، مثلما يفعل معظم الفرسان . وكان الفارس يسير ببطء ، منكس الرأس ، فتوجه " روبين" ليتحقق من أمره ، فإذ به الفارس " ريتشارد" لا يملك سوى ستة شلنات ، وقلعته وأراضيه الخاصة به مرهونة بدين وكان عليه بيع كل مـمتلكاته ما لم يسدد المال ، وقد رهن هذه الأراضي لأنه لم يكن يملك المال لإنقاذ ابنه الفارس من عقوبة السجن ، لاشتراكه في مصارعة عن صهوة جياده حيثُ طرح جميع خصومه حتى الخصم العظيم " ولتر أوف لانكستر . " حينها وعد " روبين" " ريتشارد" أن يساعده بتخليص ابنه من السجن . وفي اليوم التالي توجه " روبين هود" مع رجاله لأكبر وأغنى تاجر في إنجلترا .
|